نشر الإعلام العبري وبالتحديد صحيفتي
معاريف ويديعوت أحرنوت معلومات أمنية عن خلايا نائمة لحماس في الضفة مستعدة وجاهزة
لتنفيذ عمليات وتصفيات لشخصيات صهيونية قيادية، وأن القرار قد صدر بتفعيلها قريبًا.
وهنا يجب التحذير من هكذا معلومات غير
صحيحة تأتي ضمن الحرب النفسية لأجهزة أمن الاحتلال، فتأكدوا يقينًا أن كل ما يقال
أن حماس لا تريد تنفيذ عمليات كبيرة من الضفة أو أن حماس غير راغبة بالعمليات
والتصعيد هو كلام فارغ.
وبالتالي لا يوجد شيء اسمه حماس لديها
خلايا نائمة لا تنفذ عمليات وتنتظر الأوامر للانطلاق، ومن يقول غير ذلك فهو لا
يعرف شيء عن واقع حماس في الضفة.
حماس لديها خلايا بالفعل تعمل على الأرض
وأشهر الخلايا التي كشفت خلال العامين الأخيرين: خلية عملية ايتمار، وخلية سلواد،
وخلية الشهيدين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، وهنالك خلايا أخرى كشف عنها نفذت
عمليات أقل حجمًا.
لماذا لا توجد عمليات كبيرة؟
عدم وجود عمليات كبيرة ومدوية كما كان في
السابق لأنه وبكل بساطة جسم حماس التنظيمي في الضفة مستنزف، ولأن الوضع الأمني تحت
الرقابة الشديدة، وما أن تنطلق خلية بالعمل سرعان ما يتم اكتشافها واعتقال أفرادها.
حماس والقسام يعملان في الضفة تحت ظروف
مستحيلة، ووصلت الأمور لما يسميه الاحتلال حملات "جز العشب"؛ أي
اعتقالات دورية استباقية لنشطاء في حماس يمكن أن يفكروا بتنفيذ عمليات مسلحة أو
حتى تنفيذ نشاطات دعوية أو خيرية.
ورغم هذه الظروف المستحيلة هنالك عمل
وهنالك إنجاز، لكن هذا هو أقصى ما لدى حماس في الضفة، لا يوجد خلايا نائمة تنتظر
الأوامر للعمل، والهدف من إشاعة هذه المعلومات هو تخدير أنصار حماس ودفعهم إلى
التراخي تحت وهم أن هنالك خطة سرية لقلب الأوضاع رأسًا على عقب.
كما تهدف هذه المعلومات الخاطئة إلى رفع
معنويات الصهاينة عندما لا تحصل هذه العمليات وتصوير ذلك على أنه إنجاز للأجهزة
الأمنية، وإلى إحباط مؤيدي وأنصار حماس الذين سيطول انتظارهم ولن يروا شيئًا في
نهاية المطاف.
انتفاضة القدس وعمليات القسام:
إن كان هنالك شيء يمكن أن تقدمه انتفاضة القدس لحركة حماس وكتائب القسام في الضفة فهو من خلال أمرين:
الأول: جو
الانتفاضة وازدياد العمليات الفردية وغير الفردية بالإضافة للمواجهات وإلقاء
الحجارة، تشتت جهد الشاباك وأجهزة أمن الاحتلال والسلطة وتستنزفها، وهكذا تقل
الرقابة على نشاط حماس والقسام في الضفة، وهذا يعطيهم حرية عمل أكبر.
لكن حتى الآن ما زالت الزيادة في أعمال
المقاومة غير كافية لتحدث فرقًا مهمًا في الميدان، وللأسف الكثير من أنصار حماس
يستخفون بالمسيرات والمواجهات، والتي إن لم يكن لها فائدة سوى تشتيت جهد مخابرات
وجيش الاحتلال فهذا بالنسبة لي يكفي.
الثاني: قاعدة
حماس التنظيمية في الضفة صغيرة نوعًا ما، صحيح أن لديها جماهيرية وشعبية واسعة
وعدد كبير جدًا من الأنصار، لكن المنظمين والفاعلين عددهم قليل وهذا يجعل العبء
عليهم فوق طاقتهم.
انتفاضة القدس وعبر رفع معنويات أنصار
حماس تشجع العديد منهم على الانتقال من مرحلة المناصرة إلى مرحلة العمل والعطاء.
في الختام:
وبالتالي نستنتج مما سبق أنه لا حلول
سحرية ولا خطة سرية ستقلب الموازين، وأن العبء الأكبر في الضفة على أنصار حماس
سواء من خلال تنفيذهم عمليات فردية أو مشاركتهم بفعاليات الانتفاضة أو الانتقال من
مرحلة المناصرة إلى مرحلة العمل التنظيم، وأنصار حماس وحدهم القادرين على الانتقال
بالضفة إلى مرحلة العمليات الكبرى، وهي مهمة ليست سهلة لكنها ممكنة وتحتاج لجهد
وصبر ومثابرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق