بالأمس اعترض البعض على إلقاء الحجارة على
حافلات المستوطنين في منطقة عناتا وحزما، بحجة أن سائقي الحافلات الكثير منهم
فلسطينيين .
وقبلها جن جنون الأجهزة الأمنية بسبب
الإعلان عن اسم أحد ضباط الوقائي (عماد الخراز) ودوره القذر في تسليم خلية عملية
ايتمار إلى الاحتلال، ولاحقوا الناس وأجبروهم على مدح الوقائي و"دوره الوطني".
وقبل بضعة أعوام اعترض البعض على قتل
المقاومة لعامل فلسطيني كان يعمل مع مقاول لصالح جيش الاحتلال في إصلاح الجدار
المحيط بقطاع غزة، ووصفوه بشهيد لقمة العيش.
لا يا حبيبي لقمة العيش لا تبرر العمالة
والخيانة.
أولًا: ليس من
المقبول أن البعض يخسر حياته وأهله يخسرون منازلهم، وآخرون يخسرون أشهرًا وسنوات
وعقود من أعمارهم في سجون الاحتلال، وفي مقابلهم هنالك من يجعل رزقه في خدمة عدونا.
ثانيًا: ألا
يكفي أننا لا نحاسبهم على خيانتهم؟ أمثالهم يجب حرق منازلهم على أقل تقدير، لكن لا
أحد يحاسبهم ولا أحد يفكر بذلك (في الوقت الحالي).
ثالثًا: ورغم كل
ذلك يريدون من المقاومين أن لا يعكروا صفو خدمتهم لعدوتهم؟ نعم! أنت خاين ويجب على
المقاومين أن يسهلوا خيانتك؟
رابعًا: وثالثة
الأثافي عندما يأتي لك "باردي الوجه" ويدافعون عنهم ويقولون لك
"لقمة العيش"، لماذا نلوم الدرزي في جيش الاحتلال؟ ولماذا نلوم الاحتلال
نفسه؟ ولماذا نلوم محمود عباس؟ ولماذا نلوم اللصوص وقطاع الطرق؟
ألا يرتكب كل هؤلاء جرائمهم تحت مسمى لقمة العيش؟
"يعني إذا أنت ابن بلدي وابن حارتي وابن
ديني وابن شعبي بدي ألاقي لك مبرر، وغيرك لا؟"
من يتحمل مسؤولية هذه الثقافة هو المجتمع الذي
لا يدين هذه الأشكال من الخيانة، فالخيانة ليست فقط خطاب يلقيه محمود عباس، ولا
بدلة "جيش الدفاع"، بل أيضًا من يوصل المعلومات
للاحتلال، ومن يخدم الاستيطان والمستوطنين، كلهم خون وكلهم في الخيانة مشتركون،
وكلهم يبحثون عن لقمة العيش (سم الهاري).
هناك تعليقان (2):
من هو الأولى بالوصم بالخيانة: أهو الضعيف الفقير الذي يضطر لبيع بيته لليهود بعد تدهور صحته وتمزق عائلته بين شهيد وأسير وجريح ومع التهديد المستمر بطرده وتزايد الضرائب عليه ومع خذلان حكام بلاد المسلمين وتجارهم له بل حصارهم ومنعهم إيصال مساعدات الشعوب له، وتفضيله البيع بمبلغ يستطيع به الحياة في بلد آخر على طرده دون أن يأخذ دينارا ولا درهما ولا فلسا ولا شيقلا؟
أم القوي الغني الذي يشتري منتجات الصهاينة ومنتجات الشركات الداعمة لهم رغم وجود البدائل؟
أم الحكومة التي تتعاقد مع هذه الشركات وتسمح لها بفتح فروع في أراضيها، رغم أن مؤسسات تعليمية ودينية وتجارية وسياسية في أوربا وأميركا وأستراليا وكندا تقاطعها بسبب دعمها للاستيطان في الأرض المحتلة عام 1967؟
أم الحكومة التي تتعامل مع الإرهابيين الصهاينة سياسيا كأنهم يشكلون دولة طبيعية فتتبادل معهم السفراء، واقتصاديا كأنهم محل ثقة فتتبادل معهم السلع، وتستقبل أرضها طائرات تقل الصهاينة، وترسل طائرات تقل مسلمين أو مسيحيين لزيارة القدس وما حولها عن طريق مطار اللد المحتل، كأن الإرهابيين الصهاينة لم يقتلوا الأبرياء ولم يدنسوا المقدسات ولم ينتهكوا الهدن والاتفاقيات؟
من يتهم الأول دون البقية فيخون الضعيف والفقير ويكفره ويمدح القوي والغني ويبجله هو من يجعل الخيانة وجهة نظر؛ لأنه لو اعتبرهم جميعا خونة خسر الأغنياء الذين يعطونه فتات أموالهم، وخسر الحكومات التي تمن عليه بمساعدات سياسية أو اقتصادية، وخسر المثقفين والعلماء الذين لا يسمح لهم بالحديث العلني عن فلسطين إلا لأنهم يناصرون هذه الحكومات ويدعون لها بطول العمر.
أخطاء الكبار لا تحلل للصغار أن يرتكبوا الخطأ، وكليهما مخطئ وكليهما مجرم.
إرسال تعليق