ربما سيعتبر كثير من الناس كلامي مفرطًا
بالتفاؤل لكنه مبني على حقائق، فالتمدد الحوثي مثل تمدد داعش هو تمدد فقاعي ولا
يملك أسس متينة حتى الآن (وضعوا ألف خط تحت حتى الآن).
الحوثيون ما زالوا ضمن نطاق التواجد الطائفي
للزيديين في أقليم أزال (والذي من ضمنه العاصمة صنعاء)، ولا يستطيعون رغم كل شيء
التمدد نحو المناطق السنية الخالصة.
والأمر الأهم أنه مهما تمددوا فلا يمكن أن
يحكموا السيطرة إلا بوجود مؤسسات راسخة تحكم القبضة على المجتمع والدولة، ولهذا
حاولوا فرض على الرئيس المستقيل قائمة طويلة من التعيينات، مما أدى لاستقالته
وأفشل مخططهم مرحليًا.
اليمن بطبيعته السياسية والاجتماعية تحكمه
قواعد لعبة متوارثة منذ مئات السنين، بعكس أغلب الدول العربية التي تحكمها قواعد
لعبة وضعها الاستعمار ونخب متغربة زرعها المستعمر، والحوثيون يخترقون قواعد اللعبة
هذه بشكل مستمر منذ العام الماضي.
وهذا يضعف موقفهم ضمن الحسابات الداخلية
في اليمن، ويزيد من خصومهم ويعطي خصومهم الفرصة لضربهم.
الإخوان في اليمن وحلفائهم لم يدخلوا
المعركة بعد ضد الحوثيين، واستراتيجيتهم هي ترك الحوثيين يتمددوا فوق طاقتهم وأن
تتركهم يستنزفوا طاقاتهم، وبعدها الانقضاض عليهم.
أهل مكة أدرى بشعابها وأخشى أن تطول فترة
الانتظار أكثر من اللازم وأن يستغل الحوثيون ذلك لترسيخ أقدامهم، لكن ما دام
تمددهم بدون ترسيخ أقدام فهو عليهم وليس لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق