نلعن الأم بي سي وأخواتها ليل نهار،
ونهاجم الإعلام المصري الذي يستخف بعقول الناس ويغسل أدمغة الملايين، ثم؟؟؟؟
في لحظة ما يحتاجنا هذا الإعلام الهابط،
لكي يسوق نفسه على أنه وطني ويهتم بفلسطين والقضية الفلسطينية، ويدغدغ عواطفنا
ويستثير النعرات الجاهلية في كوامن أنفسنا، ولنتسابق لدعم ابن فلسطين وابن غزة،
صاحب الصوت الشجي أو الموهبة الربانية.
بالأمس تناقل الكثيرون مقطع لفرقة
"التخت الشرقي" من غزة والتي تشارك في برنامج أراب جوت تالنت على فضائية
أم بي سي - مصر، نعم فضائية تجمع الشرين: أم بي سي والإعلام المصري.
ولأن تسويق البرنامج يحتاج للكلام عن
معاناة غزة وأهل غزة فقد أفرد لهم البرنامج مساحة من الوقت ليتكلموا عن معاناة
وصولهم من غزة إلى بيروت، ليستدروا العواطف وفي الحلقات القادمة وليحركوا
"الدوافع الوطنية" لكي نهرع ونؤيدهم و"نؤيد من يريد رفع اسم فلسطين
في العالي".
قناة أم بي سي مصر شريكة في حصار غزة، من
خلال تبنيها الخطاب الإعلامي الرسمي المصري المحرض ضد فلسطين وضد غزة بالتحديد،
ومن المثير للسخرية والاشمئزاز أن أحد الأطفال تكلم عن معاناتهم، "معبر رفح
كان مغلق"، طيب يا روح أمك مين أغلقه؟ و"كانت معاناتنا في مطار القاهرة
أكثر شيء"، طبعًا ممكن المسمتع مفكر أنه كان زحمان علشان هيك كانت معاناته
كبيرة.
عندما جاء ليشرح عن غرفة الترحيلات التي
هي سجن لكل غزاوي يسافر عبر مصر، قطعوا الكلام، وبقيت كلمة بلا معنى، أرسلونا
للترحيلات، عادي كل المسافرين بيرحلوا.
بالنهاية أدى أعضاء الفريق دورهم المطلوب
"الفلسطيني المشرمح الذي كتب عليه المعاناة والبؤس الأبديين، والفضائية أم بي
سي تفضلت وتصدقت عليه، وستشحد له أصوات حتى يفوز"، أما من سبب المعاناة، وأما
أن من حق الفلسطيني أن يعيش حياة طبيعية، فهذه أمور محظور ذكرها.
بالنهاية سيستدرجوا الكثيرين ومن بينهم
مشايخ ومتدينون وأنصار المقاومة وغزاويين ذاقوا الأمرين على معبر رفح، ليصوتوا للبرنامج
ولمتابعته من باب الحمية الوطنية، وسيشتهر البرنامج وستزدهر القناة، وستواصل مسيرة
التحريض على غزة، وستقول لمن لا يصدق كلامها أنظر هؤلاء الفلسطينيون أصحاب الشأن
يحبوننا ويتابعونا، فلا تكونوا ملكيين أكثر من الملك.
وحتى يفوز شخص ببطاقة الخروج من
"جهنم" نساهم بإطالة عمر جهنم المفروض على غزة، تحركنا العواطف
والغرائز، وسنجد الكثيرين يتابعون البرنامج ويصوتون للمتسابق الوطني الفلسطيني
وبنفس الوقت يلعنون الفضائية.
وتكبر فضائية الأم بي سي وتكبر الكذبة
وتزداد ثروات شيوخ الإمارات والسعودية، وتستخدم لمحاربتنا ونحن نزد لهم فيها، لسان
حالنا أننا مستعدون لدفع ثمن الرصاص التي توجه إلى صدورنا وثمن القفل الذي يغلق
علينا في غزة، والمهم "أن يفوز ابن الوطن".
وبعدها نتساءل لماذا انتصرت الثورة
المضادة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق