الكثير يتكلم لنا عن الإعلام الغربي الذي
يزيف الحقائق لكنه ينسى إعلام القاعدة الذي سبق الغرب بالكذب والتزييف (أتأمرون
الناس بالبر وتنسون أنفسكم).
سأضرب مثال على الشيطنة التي مارستها
الماكنة الإعلامية للقاعدة بحق الشهيد أحمد شاه مسعود أحد قادة المجاهدين الأفغان.
لو سألت أي شخص مؤيد للقاعدة أو متعاطف
معهم أو مر بجانب إعلامهم عن هذا الاسم فسيكون الجواب التلقائي أنه عميل لأمريكا
وتمت تصفيته لهذا السبب، وربما وصل بهم الاستغباء والاستحمار ليقول لك أنه تعاون مع الأمريكان لغزو أفغانستان.
الشهيد أحمد شاه مسعود حارب ضد الاحتلال
السوفياتي، وكان شوكة في حلقهم وكان يلقب بأسد بانشير، وجميع الفصائل الأفغانية
تلقت وقتها دعمًا متفاوتًا من أمريكا سواء بشكل مباشر أو عبر أنظمة الخليج.
ولم يعترض أحد على تلقي الدعم الأمريكي ضد
الاحتلال السوفياتي، لا فصائل ولا علماء ولا منظرين، وكان الشهيد عبد الله عزام
موجودًا وقتها ولم ينكر على أحد تلقي الدعم الأمريكي، والشهيد أحمد شاه مسعود كان
مثل غيره.
وللعلم فالدعم الأمريكي كان محدودًا ولم
يكن حاسمًا في انتصار المجاهدين الأفغان.
عندما انسحب السوفيت ودخل الأفغان في
الحرب الأهلية، أمريكا لم تدعم لا أحمد شاه مسعود ولا غيره.
وعندما تشكلت طالبان وبدأت بمحاربة
المجاهدين الأفغان، رغم أن أغلب قادتها لم يكن لهم دور في حرب السوفيات، تحول
النزاع إلى عرقي وقومي، فطالبان تمثل البشتون، وأحمد شاه مسعود يمثل الطاجيك.
القاعدة دعمت طالبان ليس لأنها طاهرة
وغيرها عملاء، بل لأنها برزت كقوة كبيرة وكونها من البشتون فالزعامة والقيادة
بأفغانستان للبشتون دومًا، فكان دعمًا مصلحيًا، لكن كعادتها شيطنت القاعدة خصومها
وأخرجتهم من الملة.
في الوقت الذي لم يتلق أحمد شاه مسعود أي
دعم أمريكي في مواجهة طالبان، كانت أمريكي عبر عملائها (المخابرات الباكستانية
والإمارات والسعودية) تدعم طالبان، وكانت هذه الدول الثلاث هي الوحيدة في العالم
التي يوجد فيها سفارة لطالبان.
لاحظوا المفارقة أمريكا كانت تدعم بشكل
غير مباشر طالبان، فيما أحمد شاه مسعود كان لوحده يحارب (مع فصائل أخرى)، وجاءت
القاعدة واغتالته قبل تفجيرات سبتمبر بيوم واحد، فكانت جريمة قتله بيئة خصبة لكي
يقبل تحالف الشمال الأفغاني أن يتعاونوا مع الأمريكان ضد طالبان.
ربما يرى الكثيرون أن التعاون مع أمريكا
ذنب لا يغتفر، لكن الشهيد لم يكن له علاقة في ذلك، وفوق كل ذلك تأتي القاعدة وتصفه
بعميل أمريكا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق