مما جاء
في لقاء خالد مشعل الأخير أن الجناح العسكري يعمل دون أخذ تعليمات من القيادة السياسية،
وهذا عكس ما يظنه الكثيرون (مخطئين) بأن العمليات تدرسها القيادة السياسية وتعطي
إشارة الانطلاق لها.
وذلك لأن
الوضع الميداني لا يسمح بالتواصل بين المجموعات والقيادة (وهذا الحال في القسام منذ
نشأته ولم يتغير، باستثناء غزة بعد عام 2005م حيث سمح الوضع بالاتجاه نحو المركزية).
ومن
ناحية أخرى فتركيبة حماس ليست تركيبة حزبية صارمة كما يظن الكثيرون، بل هي حركة،
والحركة تختلف عن الحزب في أنها لا تمتلك هيكلية تنظيمية واضحة وصارمة، وهذا يمنح
حماس في الضفة مرونة للعمل (لمن شاء أن يعمل).
الحركة
عبارة عن مجموعة من القواعد والسياسات العامة وكل من يؤيد هذه السياسات والقواعد
ويعمل وفقًا لها يصبح منتميًا لها تلقائيًا.
وهذا
نراه ينعكس في العمل العسكري بالضفة حيث أي منتمي للحركة أو مؤيد لها يستطيع أن
يشكل مجموعة عسكرية باجتهاده الخاص وينفذ عمليات ضد الاحتلال، حيث أن السياسة
العامة للحركة هو محاربة الاحتلال الصهيوني بكافة الطرق والوسائل.
ملاحظة: حماس
اليوم تمتلك بعضًا من صفات الأحزاب في عدد من مؤسساتها (وليس جميعها)، لكنها بشكل
عام أقرب للحركة في بنيتها وعملها.
وبناء
على ما سبق فمن الطبيعي جدًا أن لا تعلم قيادة حماس السياسية أو حتى العسكرية أي
تفاصيل عن عملية الخطف (هذا لو كان المنفذون من حماس وهو الأرجح برأيي).
وهذا
يعني أيضًا أنه لا يوجد جناح سياسي يريد كبح جماح الجناح العسكري، وجناح عسكري
ينفذ عمليات رغمًا عن الجناح السياسي (كما يزعم بعض الفصحاء)، لأنها سياسة عامة
للحركة ولا تحتاج لإذن لممارستها، أما وقف العمليات فهو الذي يحتاج لمشاورات
وقرارات لأنه تغيير على سياسة الحركة العامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق