تعليق الأسرى لإضرابهم عن الطعام كان أمرًا
متوقعًا، فالتعاطف الشعبي لم يكن منذ البداية على المستوى المطلوب (رغم أنه أفضل من
السابق)، وبعد خطف الجنود مات هذا التعاطف.
والسلطة لم تتحرك على الصعيد الدولي للضغط
على الكيان الصهيوني بل كانت تلاحق النشطاء الذين ينظمون الفعاليات التضامنية مع
الأسرى المضربين، وفوق ذلك كان مطلب الأسرى بوقف الاعتقال الإداري مطلبًا سياسيًا يستحيل
تحقيقه، ذلك لأنه بدون ضغط سياسي رسمي أو شعبي ميداني فالإضرابات عن الطعام لا تحقق
الكثير، وقادة الاحتلال قالوها صراحة أكثر من مرة أنه لا يهمهم أن مات الأسرى من الجوع.
كان لإضراب
الأسرى دور في تسخين الأوضاع على الأرض، وجاء خطف الجنود ليواصل عملية التسخين، ووصلت
الأمور إلى حافة الإنجار الكامل (أو ما يسميه المتفائلون أمثالي الانتفاضة الثالثة)،
ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وما قدموه شيء كبير ولا يستهان به، وفي رأيي أن هذا
لوحده وما نراه اليوم من وضع ملتهب في الضفة سيدرك لماذا كان إضراب الأسرى ناجحا، وسيأتي
يوم نقول فيه أن الإضراب كان شرارة #الانتفاضة_الثالثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق