أن تكون مطاردًا
في الضفة ليس بالأمر السهل مطلقًا، بحكم البيئة الجغرافية المغلقة والمحاصرة بطبقات
من المستوطنات والمعسكرات، والبيئة الديموغرافية الموبوءة بعملاء وأجهزة رصد وتنصت
وطائرات بدون طيار وأمن سلطة وثرثارين يدلون بمعلومات مجانية
.
لذلك يفضل
الكثير من نشطاء وشباب الضفة البقاء في بيوتهم ومواجهة الاعتقال، لأنه سيسجن لمدة عام
أو عامين، أما المطاردة فمصيره في نهاية المطاف السجن أو القتل مهما طال به الأمد.
ويستثنى من
ذلك النشطاء العسكريون الذين حرقت ورقتهم، كونه سيقضي مؤبدًا في السجن لو قبض عليه،
فهو يريد أن يعمل لأطول فترة ممكنة قبل الشهادة أو الاعتقال.
النائب باسم الزعارير |
إلا أنه في
حملة الاعتقالات الأخير يجب أن أشهد لرجلين رفضهما أن يكونا لقمة سائغة رغم كل شيء،
وهما النائبين أحمد الحاج علي وباسم الزعارير اللذان تمت مداهمة منزليهما أكثر من مرة
دون أن يظفر الاحتلال بهما.
سيقضيان عام
أو عامين بالأسر على الأغلب، والمطاردة قد تطول لأسابيع أو أشهر وبالنهاية سيلقى القبض
عليهما، لكن آثرا أن يكونا عبئًا على المحتل وأن يختفيا عن الأنظار بطريقتهما الخاصة
لاستنزاف الاحتلال.
وأخص بالذكر
النائب أحمد الحاج علي وعمره قد تجاوز السبعين ولديه من أمرض الشيخوخة ما يكفيه، والمطاردة
تزيد من هذا العبء، لكنه يأبى أن يكون إلا من أهل العزيمة.