رغم أن فايروس كورونا بدأ من مدينة ووهان في جمهورية الصين الشعبية، ورغم فشل الحكومة بمكافحة المرض في بداياته وعدم تقديمها أرقمًا صحيحة، إلا أن الكثيرين مدحوا تجربتها في مكافحة المرض واعتبروها نموذجًا يحتذى به؛ أي الحجر الصحي الصارم.
إلا أن التجربة الناجحة الحقيقية هي لجمهورية الصين الوطنية والتي لا يتكلم عنها إعلامنا كثيرًا، ما الفرق بين الصين الشعبية والوطنية؟
لحد عام 1949 كانت الصين تعرف بجمهورية الصين الوطنية ثم جاء ماو ونظم انقلابًا عسكريًا وأقام جمهورية الصين الشعبية، وهرب قادة النظام السابق والملايين من أنصارهم إلى جزيرة تايوان وأقاموا فيها حكومة الصين الوطنية، وكل من الحكومتين تدعي أنها الأحق بقيادة الصين.
ولأن الصين الشعبية تسيطر على كل الصين باستثناء جزيرة تايوان الصغيرة نسبيًا والتي تسيطر عليها الصين الوطنية، اعترف كل العالم (تدريجيًا) بالأولى وأخذت مقعد الصين في الأمم المتحدة ومؤسساتها (بما فيه مؤسسة الصحة العالمية) أما الصين الوطنية فلا يعترف بها أحد لكن يتم التجارة والتعامل معها تحت مسمى تايوان.
بسبب قرب تايوان (الصين الوطنية) من الصين توقع الكثير أن ينتشر المرض سريعًا فيها، إلا أنها من أقل دول العالم انتشارًا للمرض وأكثرهم فعالية بمكافحته (حوالي 438 مصاب أكثرهم من القادمين من الخارج - عدد السكان 24 مليون)، واللافت للنظر أيضًا أنهم لم يتخذوا إجراءات عزل اجتماعي إلا بالحد الأدنى، ولا تكاد تذكر مقارنة بما لدينا وتسير الآن على طريق إلغاء هذه القيود المحدودة.
سر النجاح هو مؤسساتها الطبية واستفادتها من تجربتها السابقة مع مرص سارس قبل 18 عامًا، وطبعًا منع السفر من وإلى الصين والدول الأخرى مصدر الوباء.
خيار العزل الاجتماعي كان الخيار الأسهل للدول لكنه الأصعب للشعوب ومن الخطأ إيهام الناس أنه الخيار الوحيد، هنالك خيارات وتجارب أخرى تستحق الدراسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق