شهدت الضفة الغربية منذ حرب غزة عام 2014م عدة موجات مواجهة مع الاحتلال بلغت ذروتها في انتفاضة القدس (2015 - 2016)، بعضها مقاومة شعبية وأخرى عمليات مسلحة.
في كل مرة كانت أجهزة السلطة الأمنية تتدخل بكل طاقتها لتنفيس الوضع، ومنع تبلور المقاومة إلى عمل منظم وممنهج ودائم، لذا انتهت كل هذه الموجات بعد فترة قصيرة من انطلاقها.
تدخل الأجهزة تراوح بين اعتقال نشطاء حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى، والضغط على نشطاء فتح والنشطاء غير المؤطرين من أجل إفشال نشاطات جماهيرية كثيرة، بالإضافة لتحريك الإعلام الموجه من أجل التشكيك بجدوى وأهمية المقاومة.
لا يصدق أكثر الناس تهديدات عباس بوقف التنسيق الأمني وإنهاء الاتفاقيات، لأنه وعد كثيرًا ولم ينفذ وأيضًا لأنه لا يوجد أي استعدادات لهكذا خطوة والاحتلال مطمئن لأنه يمسك السلطة من يدها التي توجعها (في الحقيقة يمسك أيدٍ كثيرة وليس يدًا واحدة).
بالنسبة لي يكفي من عباس وأجهزته أن لا يتدخلوا من أجل إفشال المقاومة الشعبية وحصرها في فعاليات محدودة التأثير والانتشار كما فعلوا كل مرة، وليتركوا المقاومة تنظم وتطور نفسها، هذا الاختبار الحقيقي وباقي الأمور سأسامحه بها.
على الأغلب هو ليس صادقًا وهذه مجرد مناورة إعلاميةـ لكن ادعو لاختبار كلامه من خلال تصعيد المواجهات مع الاحتلال فهذه ضرورة قصوى في هذه المرحلة، مع أخذ الاحتياطات من ناحية غدر الأجهزة الأمنية لأن هذا متوقع منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق