في البداية نؤكد على أن مخطط الضم خطير جدًا، ولن تبقى الأوضاع مثلما هي اليوم كما يتوهم البعض، والاحتلال لن يقدم على التغيير دفعة واحدة بل سيتدرج بالإجراءات حتى لا نشعر بها ونتفاجئ بعد خمس سنوات وقد تغير كل شيء.
بالإمكان إفشال المخطط لو واجهناه بكامل قوتنا في البداية أما الانتظار حتى النهاية فوقتها سيكون قد فات الأوان.
يكثر الكلام عن حل السلطة ووقف التنسيق الأمني وكله كلام فارغ، المطلوب أن يدفع الاحتلال الثمن وجعله يتألم، والحل رأيناه في انتفاضة الأقصى عندما رفعت السلطة يدها عن المقاومة، هذا المطلوب وكل شيء آخر لا قيمة له.
المطلوب من السلطة السماح لأبناء فتح بخوض مواجهات شعبية واسعة مع الاحتلال، ووقف ملاحقة أبناء فصائل المقاومة، ووقتها سنرى كيف تتدحرج المواجهة مع الاحتلال وكيف سيرتبك ويضطر لوقف إجراءات الضم.
في البداية ستكون المواجهات بطيئة وضعيفة لكن الأمر لن يحتاج لأكثر من ثلاثة أسابيع وسنرى انطلاقتها بقوة، بشرط عدم تدخل السلطة لاجهاضها (كما فعلت في السنوات العشر الأخيرة).
وبرأيي لا حاجة للعمل المسلح في هذه المرحلة فالمقاومة الشعبية الواسعة والعنيفة تكفي، لا نريد استنزاف طاقاتنا في المرحلة الأولى.
الوضع الداخلي في الضفة محتقن ومهيء للمواجهة مع الاحتلال أكثر من أي وقت في العشر سنوات الأخيرة.
البعض يخشى من تكرار ما حصل في الاجتياحات عندما ترك العرب الضفة لمصيرها دون أي مساندة ولو إعلاميًا، وآخرون يخشون تكرار حصار غزة.
بكل تأكيد سيكون هنالك ثمن لمقاومة الاحتلال (وهو أقل من ثمن السكوت) إلا أن الوضع مختلف، فمقاومة غزة اليوم قادرة على التدخل في الوقت المناسب وهي أقوى بكثير مما كانت عليه عام 2002م وذراعها تصل تل أبيب وحيفا بسهولة.
كما أن حصار غزة لم يكن ممكنًا لولا تواطؤ السلطة أما حكام غزة فهم معنيون بدعم تجربة المقاومة في الضفة وسيدعمونها بكل الطرق الممكنة.
والوضع الإقليمي أفضل قليلًا مما كان عليه في انتفاضة الأقصى عندما كان مستسلمًا بالكامل لأمريكا، أما اليوم فرغم وجود دول عربية جاهرت بتطبيعها مع الاحتلال إلا أن الإقليم يمر بمرحلة مخاض وتحولات وأمريكا لا تسيطر على كل شيء.
الخلاصة: تحرك أهل الضفة ضد الاحتلال ضرورة من أجل حياتهم ومستقبلهم، وبالإمكان تحويل مخطط الضم ليكون بداية النهاية للمشروع الصهيوني بدلًا من أن يكون خطوة إضافية على طريق تصفية القضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق