فكر داعش
خصوصًا والقاعدة عمومًا (إن صحه أن نصفه بالفكر) مبني على عدة أمور، لكن بعض أهم
ركائزه لا أصل لها في الإسلام وهي واردة من عقائد وأيديلوجيات غربية، مثل:
1- قتال
منافسيهم من الإسلاميين أولى من قتال الأنظمة، وقتال الأنظمة أولى من قتال الغرب،
أو ما يعبرون عنه بالقول "قتال الكافر المرتد أولى من قتال الكافر
الأصلي" وخطر العدو القريب (فكريًا وليس جغرافيًا) أكبر من خطر العدو البعيد.
وهذا في أصله
يعود لمقولة يسارية "إذا كان معك عشر رصاصات فادخر تسعة منها للعملاء، وواحدة
للعدو"، وهذه مقولة لا أصل لها في الإسلام، وثبت فشلها في التجربة والميدان،
وكل الثورات اليسارية التي عملت بهذه المقولة انتهت بالفشل، وكل مشاريع القاعدة
التي سارت على هذه الطريق انتهت بالفشل، كلها بلا استثناء.
2- القتل على
الانتماء إلى دولة، بحجة أن مواطني هذه الدولة يدفعون الضرائب، وبالتالي يتحملون
مسؤولية أفعال قادتها.
وأول من قال ذلك
هو أسامة بن لادن؛ وهي ترجمة مبتورة لفلسفة الضرائب في الغرب، التي تقول أنه من حق
المواطن أن يعلم أين تذهب أموال الضرائب التي تحصل منه.
وهذا مبدأ يناقض
ما جاء في قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، و"لا يكلف الله
نفسًا إلا وسعها"، فكم من الغربيين أو غيرهم ممن لا يرضون عن سياسة حكوماتهم
لكن يدفعون الضرائب ويطيعون القوانين لأنه لا خيار آخر لديهم؟
3- أن أمريكا
مارست الإجرام، وفرنسا مارست الإجرام، ففعل القاعدة وداعش هي ردود أفعال وبالتالي
عمل مشروع، حتى لو استهدف الأبرياء أو استهدف المسلمين، لأن أمريكا تتحمل وزر كل
أفعال من علمتهم العنف بما فيه القاعدة.
وهذه قاعدة لا
أصل لها في الشرع ولا الدين، فالخطأ خطأ سواء ارتكبت أمريكا مثله أم لم ترتكب،
والإثم يبقى إثمًا لو ارتكبه كل الناس، قد نتدرج في علاج خطأ عم به البلاء ويرتكبه
أكثر الناس لكن لا نصفه بالمشروعية أبدًا.
فقتل أمريكا
للأبرياء لا يبيح أن تقتل داعش الإبرياء، فأمريكا ليست قدوة، ولا الشرع يبيح ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق