عندما بدء الحوثيون هجومهم الانقلابي،
حرصوا على أن يستغلوا الهوس الإقليمي بمحاربة الإخوان المسلمين وركبوا موجة محاربة
الإخوان (الإصلاح).
إخوان اليمن يمتلكون السلاح ويمتكلون
روابط عشائرية قوية لكنهم لم يتصدوا عسكريًا، وآثروا لعب مناورة ذكية، وتركوا
الفقاعة الحوثية تتمدد حتى أفزعت كل القوى السياسية المحلية اليمنية.
انقلبت اليوم المعادلة وأصبح كل اليمن ضد
الحوثيين، ومن بين ستة أقاليم يمنية بالكاد يسيطر الحوثيون على أقليم واحد (أقليم
العاصمة)، فيما باقي الأقاليم خارج سيطرتهم.
أما القوى السياسية من ناصريين ويساريين
وحتى قسم كبير من المؤتمر الشعبي (حزب علي عبد الله صالح) والحراك الجنوبي، كلهم
يقفون اليوم بقوة ضد الحوثيون.
المناورة الذكية التي لعبها الإصلاح
(إخوان اليمن) تعلمنا أن من أقاموا اللطميات على الثورة اليمنية عندما اقتحم
الحوثي العاصمة صنعاء كانوا متسرعين، وتعلمنا أن الإخوان ليسوا هواة سياسة وليسوا
جبناء كما كان يجلدهم عن جهل العديدون.
والأهم من ذلك أن نتعلم أن المزايدات
وعبادة القوة لا تأتي بخير، وأن للسياسة وقتها كما للقوة وقتها، وكل شيء في وقته حلو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق