الكثيرون يحذرون ترمب من الإقدام على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنه سيشعل المنطقة، فهل هذا صحيح؟ وهل سيردعه ذلك؟
الوزير الصهيوني ورئيس الشاباك السابق آفي ديختر وجه رسالة لترمب ونصحه بأن لا يخشى هذه التهديدات، وقال له بأنه "أرسل (أحمد) ياسين إلى جهنم ولم تتأثر (إسرائيل) بذلك".
الصهاينة مقتنعون أن نقل السفارة سيحدث عاصفة من الغضب الكلامي ثم يعتاد العرب والمسلمون على ذلك، وهذا مغزى كلام ديختر.
وأذكر أني قرأت قبل سنوات كتابًا عن القضية الفلسطينية كتب قبل النكبة بعامين أو ثلاثة، في نهايته تكلم الكاتب عن السيناريوهات لفلسطين، ورجح أن بريطانيا لن تسمح بقيام الدولة اليهودية لأن ذلك سيخرب علاقاتها مع الدول العربية.
لكن الذي حصل أن الدولة اليهودية قامت وأصبح العرب يطلبون ودها ورضاها، وهنا بيت القصيد.
التهديد بلا تنفيذ أسوأ من عدم التهديد، ولهذا فتهديد السلطة وحماس وغيرهم بأن نقل السفارة سيفجر المنطقة، إن لم يقترن بفعل يثبت جديتنا فالصهاينة وترمب سيتجاهلونا وينفذوا تهديدهم ووقتها ستكون الأمور أسوأ.
على الهامش: البعض يسال ماذا تفرق يافا عن القدس حتى يكون كل هذا التهديد؟
القدس احتلت عام 1967م ولم يعترف أحد بضمها إلى الكيان الصهيوني، لهذا فنقل السفارة مرفوض عالميًا، وصحيح أننا لا نعترف باحتلال الصهاينة ليافا أو القدس، لكن يجب أن نتقدم إلى الأمام لا أن نرجع للوراء.
نطالب بعدم نقل السفارة للقدس كما نطالب بتحرير يافا، أما القول بأنه لا فرق بين القدس ويافا، فهذه حيلة العاجزين.
هذه فرصة لإعادة زخم انتفاضة القدس بل وتطويرها، وادخال عناصر جديدة إلى الصراع مع الاحتلال (مثل الداخل الفلسطيني أو المحيط العربي)، أما إذا قابلنا الخطوة بلا مبالاة أو اكتفينا بالتهديدات فوقتها فلنقرأ السلام على القدس وعلى ما تبقى من فلسطين.
الصهاينة يتقدمون بخطوات صغيرة وحثيثة، وكل خطوة صغيرة يتقدمونها، فهم يقومون بترسيخ وجودهم على هذه الأرض، ويجعلون حلم التحرير أقرب إلى الاستحالة.
هناك تعليق واحد:
كيف يمكن أن نشجع التهديدات الرسمية؟ وهل التهكم عليها يفيدنا أم يضرنا؟ خاصة إذا كان العدو يفهم هذا التهديد والتهديدات السابقة له كمعلومة استخبارية من عملائه أنهم قد لا يستطيعون التحكم الآن في ردة أفعال شعوبهم التي قد تتطور لتطيح بهم، وأن على ترمب إذا أراد نقل السفارة أن يتقدم تدريجيا فينقل مقر إقامة السفير إلى القدس ويزيد من أيام عمله في القدس بالقنصلية أو بمكان آخر ويزيد من أيام عمل القنصل في تل أبيب ويشغل الإعلام بمشكلات وفضائح حتى يأتي موعد ملائم يمكن فيه إعلان وجود السفارة بالقدس خبرا غير مفاجئ، ويكون العملاء قادرين على تنفيس أي غضب شعبي، بحيث لا يصيبهم ولا أولياءهم منه إلا ما يساعدهم على إخماده.
إرسال تعليق