ربما يغري البعض اختراق القسام لجنود وضباط الاحتلال أن يكرروا المغامرة، وفي هذا مزالق كثيرة يجب الاحتراس منها وإلا تحول الشخص من مفترس إلى فريسة، وتزل القدم وبدلًا من أن ينال أجر الجهاد، ينال أوزارًا وخطايا.
ومما يشجع على الانحراف والزلل بعض التوصيفات غير المنضبطة لما حصل مثل "كتائب المزز"، أو "الرومانسية الحلال"، وربما يزين الشيطان ارتكاب المحرمات بحجة أنه "جهاد" للإيقاع بالعدو.
وهنا يجب الانضباط وعدم ترك الأمور لأهواء الشخص، واستذكر هنا اختراق حماس للاحتلال في التسعينات من خلال شبان تظاهروا بالعمالة ثم قتلوا ضباط المخابرات مثل الشهيدين عبد المنعم أبو حميد وماهر أبو سرور، فحاول البعض تقليدهما، أو بشكل أدق اتخذها ذريعة لأن يتجاوب مع مخابرات الاحتلال ويلبي طلباتها وبدلًا من أن ينفذ عملية نوعية أصح عميلًا.
أهم الضوابط التي يجب أن يجب الالتزام بها:
الأول: النية؛ فهل حقًا نيتك خداع الاحتلال أم أنك لديك نوايا أخرى موازية مثل البحث عن صور غير أخلاقية أو الانخراط في محادثات غير أخلاقية؟
تعدد النوايا من حيث المبدأ لا غبار عليه؛ مثل أم موسى عليه السلام عندما أرضعته وأخذت الأجر، فهي أرضعته لأنها ابنها وأيضًا لتأخذ الأجر، لكن ماذا لو لم تأخذ الأجر؟ كانت سترضعه في كل الأحوال.
كما يصح للحاج أن يستغل رحلة الحج من أجل التجارة وكسب المال وعقد الصفقات التجارية، لكن ماذا لو انعدمت الأرباح؟ كان سيحج في كل الأحوال.
أما في حالتنا هذه فنية ارتكاب أمور محرمة بحجة أنها أصبحت حلال غير مقبولة، لأنها بالأصل حرام.
وحتى تضبط نفسك فهل يزين لك الشيطان أمورًا غير سوية لتقوم بها؟ مثل أن تحدثك نفسك بالإيقاع بالمجندات بدل الجنود؟ إذن أنت على طريق خاطئ بكل تأكيد.
الثاني: لا تعمل لوحدك؛ فمهما كانت مقدراتك وذكاءك لا تعمل لوحدك، لعدة أسباب أهمها: أن لا تترك للشيطان مجالًا، فما دام هنالك جهة تراقب ما تقوم به وتطلعها على خطواتك أولًا بأول، فستبقى خطواتك مضبوطة وقابلة للتصحيح والشيطان محاصرًا.
كما أن وجود جهة مطلعة على عملك سيحصنك من سوء ظن الناس والقيل والقال، وربما تنال توجيهًا أو تنبيهًا عمليًا في الأمور الفنية.
الثالث: "الضرورات تبيح المحظورات" هي القاعدة الشرعية التي أباحت استخدام صور فتيات أو الكلام العاطفي مع الجنود، لكنها ليست إباحة مطلقة بل مقيدة بقدر الحاجة، فإن انتهت الحاجة انتهت معها الرخصة، وما أمكن تحقيقه بدون ارتكاب المحظورات لا يجوز الترخص فيه.
فعلى سبيل المثال استخدم القسام صورًا لفتيات منتشرة على الانترنت ولم يقم بتصوير صورًا مخصوصة، فهي من ناحية تقوم بالغرض ومن ناحية أخرى فإن تصوير صورًا مخصوصًا لهذا العمل مفسدة بحد ذاتها فلا تشملها الرخصة.
كما أن القسام لم يستخدم فتيات في هذه المحادثات (كما قد يتبادر لذهن البعض) لما فيه من مفسدة أخلاقية ستصيب الفتيات، ولاعتبارات أخرى كثيرة أظنها مفهومة، لكن استخدم شبانًا تظاهروا بأنهم فتيات وهنا المفسدة أقل بكثير وتحقق المصلحة ضمن "الضرورات تبيح المحظورات."
طبعًا هذه هي الضوابط الشرعية والأخلاقية التي يجب الالتزام بها قبل الإقدام على أي خطوة مماثلة، وهنالك أمور وجوانب فنية وعملية يجب الإلمام بها، فليس أي شخص قادر على الخداع والاستدراج وعمل الهواة لا يصلح لهذه المهام.
هناك تعليق واحد:
لا بد من رسائل تحذير أيضا إلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي خاصة Facebook من الانسياق خلف المجاهيل في التعليقات، فإن كان عمل حماس السري الموجه لجنود مدربين أوقع عددا منهم، فالصهاينة يوجهون جزءا من عملهم لاستفزاز متحمسين عاطفيين غير مدربين. وعمل المستعربين الافتراضيين وأشباههم يظهر علنا، ويستغل الاختلافات والخلافات لينقل الحديث من النص المنشور إلى مناطق أخرى يروج فيها أفكارا داعشية أو إلحادية أو طائفية فضلا عن ترويج احتقار الفلسطينيين والعرب والمسلمين وتجميل الصهيونية، ويستهدف عقول العوام وأعصابهم ويضيع جهودهم وأوقاتهم وهم يحاولون إظهار مهاراتهم في إقناع أشباه الآلات.
إرسال تعليق