فوجئ المستوطنون بهذه اللافتات وقد انتشرت في أهم المدن بالكيان الصهيوني؛ أعلام فلسطين مع كتابة بالعربية "قريبًا سنكون الأغلبية"، مع رقم هاتف للاستفسار.
هذه جزء من حملة تشنها مجموعة تسمى "قادة من أجل أمن إسرائيل"، وتضم 250 قيادي سابق في أجهزة أمن الاحتلال المختلفة، ويقودها الجنرال أمنون ريشف.
وتضم الرئيس السابق للموساد شبتاي شبيط، ورئيس أركان الجيش السابق دان حالوتس، وقائد الشرطة السابق آساف حيفتس.
هذه الحملة تعبر عن رأي المؤسسة الأمنية الصهيونية بالإضافة لليسار والوسط الصهيونيين، وهي ضرورة التوصل لاتفاق مع السلطة الفلسطينية، من أجل إقامة دولة فلسطينية على أجزاء من الضفة وغزة.
وذلك حتى لا يتحول الفلسطينيون إلى أغلبية داخل "دولة إسرائيل"، وما دفعهم للتحرك هو أن سياسة حكومة الاحتلال منذ ثمانية أعوام تحديدًا، بدأت بالتحول نحو ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني.
حكومة الاحتلال تريد ضم الأرض بلا السكان، لذا ستبدأ بالمناطق "ج" ذات الكثافة الفلسطينية المنخفضة، لكن ما الخطوة التالية؟ ستبقى المناطق "ب" و"أ" مليئة بالفلسطينيين، فما العمل معهم؟ وقطاع غزة أيضًا سيبقى مؤرقًا للاحتلال بدون تسوية نهائية مع السلطة.
على المدى القريب والمتوسط لا مشكلة عند حكومة الاحتلال، فحشر الفلسطينيين في جيوب معزولة بالضفة وقطاع، لا يزعجها ويناسبها لكن على المدى البعيد؟ فهؤلاء الفلسطينيون سيفكرون بشكل دائم بمقاومة الاحتلال ومحاربته.
من المتوقع تساوي عدد الفلسطينيين واليهود مع نهاية العام الحالي داخل فلسطين التاريخية، بحسب دائرة الإحصاء الفلسطينية، لأول مرة منذ النكبة.
كما أن عدد غير اليهود (فلسطينيين وعمال أجانب وأفارقة) قد تجاوز عدد اليهود منذ حوالي عامين، بحسب دائرة الإحصاء الصهيونية.
وهذا يقلق قادة المشروع الصهيوني على المدى البعيد، بينما اليمين الصهيوني الحاكم يفكر بجشع ويريد أن يحصل على كل شيء، ولأسباب دينية وعقائدية وأمنية فاليمين الصهيوني يريد ابتلاع الضفة الغربية بأكملها.
اتبع أصحاب الحملة أسلوبًا صادمًا من خلال صور أعلام فلسطين والكتابة بالعربية، ليقنعوا المستوطن العادي أن هذا مصير الكيان الصهيوني في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي مع السلطة، وهي نظرة عنصرية بلا شك، تقوم على مبدأ النقاء العرقي والديني لما تسمى "دولة إسرائيل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق