لو جاء
شخص وتعدى على الشارع العام في مدينة بالضفة أو غزة، وافتتح بسطة عليها أو ضم جزءًا
من الشارع إلى بيته، وجاءت البلدية وأزالت التعدي بعد مفاوضات ومهل طويلة.
تنطلق
بعدها حرب إعلامية ومناكفات لا تنتهي بين مدافع عن هذا الشخص وطالب مراعاة ظروف
الناس، وبين مبرر لعمل البلدية، وتشتعل الحرب الإعلامية أكثر إن اتخذت بعدًا
حزبيًا بين فتح وحماس.
في حين
تمر قضية هدم الاحتلال لمنازل الفلسطينيين، والتي تستهدف في بعض الأحيان قرى
بأكملها يجري العمل على تدميرها وتهجير أهلها، مرورًا عابرًا بدون كثير اهتمام.
مع أن
الحالة الأولى هي قضية شخصية والثانية هي قضية عامة تستهدف كل فلسطيني على هذه
الأرض، ومع أن الحالة الشخص تعدى على أملاك عامة والثانية بنى على أرضه وجاء
الغريب ليطرده منها.
هذا
التيه الذي نعيشه مقلق وخطير، ونحن في وقت نواجه مخططات صهيونية جديدة لاستكمال ما
بدأوه في النكبة عام 1948م.
لماذا لا
نرى حملات إعلامية من أجل وقف هدم المنازل؟ في العام الماضي وحده هدم اكثر من ألف
منزل، ألا يستحقون حملة إعلامية؟
لماذا
نرى للأسرى ولاسترداد جثامين الشهداء، ولا نرى حملات لاسترداد الأرض وحمايتها؟
علمًا بأن الشهيد ضحى بحياته مختارًا من أجل الأرض، والأسير ضحى بعمره مختارًا من
أجل الأرض.
فإن كنا
عاجزين عن استرداد جثامين الشهداء وإطلاق الأسرى، فأقل الوفاء أن نواصل طريقهم
التي بدأوها في الدفاع عن الأرض، حتى لا تضيع دماؤهم وأعمارهم هباءً منثورًا.
يجب أن
نرى حملات إعلامية وميدانية ترفض سياسة هدم المنازل في النقب والأغوار وكل مناطق
فلسطين، وهذه مسؤولية كل الإعلاميين والنشطاء والتنظيمات ومؤسسات العمل الأهلي،
ولا أحد منهم معفي من العمل.
إن أردتم
الالتهاء بالمناكفات السياسية والقضايا الاجتماعية، فأقل الواجب أن تزكوا أوقاتكم
وتخصصوا جزءًا منها من أجل فلسطين ومن أجل حماية ما تبقى لنا من وطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق