لهذا لم يكن صدفةً
تزامن الحدثين، فالشارع الفلسطيني بات أكثر اقتناعًا بأن المقاومة هي الحل الوحيد،
ومشروع السلطة التفاوضي أصبح نسيًا منسيًا.
ومن ناحية أخرى
ففوز الكتلة الإسلامية يساهم بتعزيز الجو العام المتجه نحو المقاومة، مثلما ساهم
هذا الجو بفوز الكتلة، ومثلما تساهم المواجهات الحالية في الدفع بفئات جديدة نحو
ميادين المواجهات.
فالمقاومة تجر
المقاومة، والمقاومة تنتج مزيدًا من المقاومة، وهذا ما يفسر حملة الاعتقالات التي
تشنها السلطة الليلة ضد نشطاء الكتلة الإسلامية في الضفة، فالأمر أكبر من مجرد
انتقام لهزيمة انتخابية، بل هو سعي لكبح اندفاع الشباب الفلسطيني (وبالأخص
الجامعي) نحو خيار المقاومة.
وأخيرًا فإن أثر
قضية الطالبة غير المحجبة التي رفعت الراية الخضراء، يتجاوز أثرها على الانتخابات
ويتجاوز قضية إثبات أن حماس قادرة على استيعاب الجميع؛ ذلك لأنها كسرت محرمات في
الساحة السياسية الفلسطينية.
هذه المحرمات
تتمثل بأمرين مترابطين: خوف الناس من المجاهرة بتأييدهم لحركة حماس، وحرص غير
المنتمين من الناس على أخذ موقف المحايد بين حماس وفتح، فإن أرادوا انتقاد السلطة
وفتح فيجب أن ينتقدوا حماس (حتى لو بشيء كذب) حتى لا يقال أنهم حماس.
جاءت قضية هذه
الفتاة لتثبت أنه لن يحصل شيء لمن يجاهر بدعمه لحماس، ولتثبت أنه يمكنك أن تكون
محايدًا وأن تمدح حماس بنفس الوقت، وكلا الأمرين يصبان في اتجاه دعم خيار
المقاومة، وضرب خيار التنسيق الأمني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق