حيدر العبادي يزور تكريت ويحتفل بسقوطها |
ربما يظن
الكثيرون أن الوقت هو وقت فقط للتباكي على تكريت وجرائم الشيعة التي ترتكب فيها،
وعلى التآمر الإيراني الأمريكي لاحتلالها، لكن السؤال الذي لا يسأله الكثيرون، من
الذي سهل لهم المهمة؟
أتذكرون الإعلام
وتغنيه ببطولات داعش وأنها لم تهزم قط في معركة (على حد زعم المحلل حسن أبو هنية)؟
وأن القوات الإيرانية والعراقية والأمريكية عاجزة عن دخول تكريت؟
دائمًا نسمع نفس
الإسطوانة عن داعش التي لا يمكن هزيمتها (أو القاعدة)، وتظن لوهلة أنك تسمع للصحاف
وليس لإعلام رزين أو محلل فهيم، لكن الناس يأخذهم الأمل ويشترون الأوهام.
وبعد كل هزيمة
لداعش يتناسون الأمر بسرعة ونعود لإسطوانة باقية وتتمدد، والمصيبة أن هزائمها في
العراق يدفع ثمنه أهل السنة والوجود السني، فلو كانت هي وحدها التي تهزم لقلنا
اللهم كثر من هزائمها.
قبل أكثر من عام
عندما قام الحراك الشعبي في المناطق السنية، استطاعوا حشد تأييد واسع لهم بما فيه
حكومة كردستان وبعض الأطراف الشيعية، وبالفعل استطاع الحراك أن يطيح بالمالكي.
الحراك لم يكن
سلميًا فقط بل كان أيضًا مسلحًا، لكن مسلح بطريقة واعية، وبدلًا من مواصلة طريق الانتصارات
الثابتة الواثقة، جاءت داعش وركبت موجته وأبادت خصومها من الثوار السنة وبدأت رحلة
تمدد فقاعية واستعدت الأكراد ودفعت الشيعة للتمترس من جديد وراء أجندة إيران
الطائفية.
والناس عندنا
تناسوا جرائمها ضد إخواننا من أهل السنة على أمل أنها ستدخل بغداد وتبيد الشيعة.
وبعد أن وصلت
الفقاعة أقصى مدى لها انفجرت، ومثل كل مرة لا أحد يحاسب من كان سببًا في ذلك لكي
نعيد تكرار نفس الأخطاء في المرات القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق