تمركزت فتح تاريخيًا داخل المخيمات بقوة وحافظت على زخمها رغم كل تنازلات السلطة ولها مؤسساتها وقاعدتها الشعبية (مخيمات الضفة وغزة ولبنان).
بعد الانقسام استغلت السلطة تنظيم فتح لقمع حماس داخل مخيمات الضفة واستطاعت حظر نشاطاتها لسنوات.
إلا أن الوضع بدأ بالتغير كما نرى في فيديو إحـراق نقطة عسكرية لجيش الاحتلال قرب مخيم عقبة جبر والشعارات المكتوبة.
كما نلمس نفس الشيء في مخيمات جنين ونور شمس ومؤخرًا الأمعري، وكان للشـهداء من حماس من أبناء المخيمات دورًا هامًا في استعادة دورها، مثل الشهيد أسيد أبو علي وهو أول شهيد من القسام في مخيم نور شمس منذ 2010، والشهيد محمد رمانة في مخيم الأمعري، وشهداء القسام في عقبة جبر ومخيم جنين.
وتواجد حماس في المخيمات له أهميته الخاصة لأن المخيمات هي المحرك النضالي والكفاحي في الضفة، وأدى احتكار فتح للمخيمات إلى إماتة العمل المقاوم، لذا نرى اليوم شباب المخيم يتمردون على هذه القيود ويتوجهون نحو حماس والجهاد الإسلامي، وبالتالي استعادت الضفة حيويتها عبر المخيمات.
ياسين عز الدين
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الاثنين، 2 أكتوبر 2023
الوضع في شمال الضفة وحالة المقاومة
من انتفاضة القدس إلى انتفاضة جنين
كانت عملية مستوطنة ايتمار في 1/10/2015 والتي نفذتها مجموعة للقسام قرب نابلس بمثابة شرارة انتفاضة القدس، والتي اتخذت طابع الأعمال الفردية التي انطلقت مع عملية الشهيد مهند الحلبي بعدها بيومين.
بدأت انتفاضة القدس قوية إلا أن طابعها الفردي والخسائر الباهظة التي دفعها شبابنا أدى لتراجعها تدريجيًا منذ شهر 12 عام 2015 وتسارع التراجع في النصف الثاني من عام 2016.
أما انتفاضة جنين والتي كانت شرارتها الهروب من سجن جلبوع في 6/9/2021 ومهدت لها قبل ذلك معركة سيف القدس، فاتخذت طابع العمل الجماعي المنظم وهذا أعطاها القدرة على الاستمرار والتقدم بشكل دائم، وكلما مر الوقت توسعت جغرافيًا.
الأحد، 1 أكتوبر 2023
التبرعات بين المدارس والمساجد
حملة تبرعات جمعت 1.3 مليون شيكل (340 ألف دولار) من أهالي بلدة دير جرير لاستكمال مدرسة البنات بعد توقف البناء فيها منذ زمن.
نتذكر التساؤل الذي يطرحه البعض أن بناء المدارس والمستشفيات أولى من المساجد، مع تأكيدي أنه لا تعارض بين الأمرين والأصل وقف انفاق الأموال على المعاصي وتوافه الأمور وليس المفاضلة بين الضرورات: المساجد والمسشتفيات والمدارس، إلا أن أهالي القرية اثبتوا أن الناس يجودون بما لديهم عندما يدعون لبناء المدارس والمستشفيات.
المشكلة التي ستواجههم أنه بعد انتهاء المدرسة قد تقول لهم السلطة لا توجد أموال لتوظيف معلمين كما فعلت في العديد من الحالات، فالعبرة ليست بناء المدرسة أو المستشفى لكن بتشغيله والإنفاق على تشغيله.
السلطة ليست مقصرة ببناء المدارس والمستشفيات فحسب بل سبب مهم في استمرار تردي التعليم والخدمات الصحية، فإن بنى الناس مستشفيات أو مدارس رفضت تشغيلها بل ربما نقلت معلمين من مدارس أخرى للمدرسة بدلًا من توظيف معلمين جدد لتستمر الأزمة والاكتظاظ في الصفوف.
ولو شكلت مجموعة من الناس لجنة أو جمعية لإدارة هذه المدرسة أو المستشفى لاعترضت السلطة ورفضت ترخيصها إلا بتسليمها لإدارة أفراد من عصاباتها وسحيجتها حتى يضمنوا السرقة والنهب.
لم تكن المشكلة يومًا أن الناس يفضلون التبرع للمساجد على المستشفيات والمدارس، ولربما أجابوك أين مشاريع المدارس والمستشفيات لنتبرع لها؟ بناء المسجد أهون وأقل تكلفة ويمكن تشغيله بسهولة دون الحاجة لموظفين لهذا نرى بشكل دائم مشاريع المساجد.
لكن المدارس والمستشفيات مشاريع أكبر حجمًا وتكلفتها الحقيقية تأتي في التشغيل بعد انتهاء البناء، ومن يبادر ويتطوع ستحاربه السلطة وستحرص على سرقة الأموال كما فعلت بأموال مستشفى خالد الحسن التي تبخرت وتبخر معها المستشفى.
الناس لا يتبرعون للمستشفيات والمدارس لأنه لا توجد الكثير من هذه المشاريع وإن وجدت لا يثقون بالقائمين عليها، هذه المشكلة الحقيقية التي تواجهنا، نحن شعب متخلف وتعليمنا متخلف وخدماتنا الصحية متخلفة، لأن من يتحكم بنا هم أراذلنا، فمن أراد إطعام الجائعين وتعليم أبنائنا ومعالجة المرضى والنهوض علميًا واقتصاديًا فليعالج المرض الحقيقي ولا يهرب إلى معارك وهمية.
في ذكرى انطلاقتها ... انتفاضة الأقصى وما بعدها
في ذكرى انطلاق انتفاضة الأقصى (29/9/2000) سنتكلم عن أسبابها وخلفياتها، وعن تطورات أحداثها، وعن ما بعد الانتفاضة حتى يومنا هذا.
الجزء الأول: الأسباب والخلفيات
وقع ياسر عرفات اتفاقية أوسلو مستعجلًا حصاد الانتفاضة الأولى (قبل أن تنضج ثمارها) حيث قبل بإنشاء سلطة حكم ذاتي محدود مع بقاء الاقتصاد والحدود والأمن والكهرباء والماء بيد الاحتلال بالإضافة لسيطرة كاملة للاحتلال على ثلثي الضفة وثلث غزة والتنازل الكامل عن باقي فلسطين.
كان هم عرفات وفتح هو تمثيل الشعب الفلسطيني أما رابين وحكومته فكانوا يريدون جهة تسيطر على الفلسطينيين بعد أن استنزفتهم الانتفاضة الأولى.
عملت السلطة على استيعاب مناضلي حركة فتح في مؤسساتها تحت وهم "الدولة الموعودة" فيما قمعت بشدة المقاومين وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وأجبرتهما على وقف العمليات بعد 1996 وشنت حملة اعتقالات واسعة وجارفة في غزة والضفة.
نصت اتفاقية أوسلو على التوصل لاتفاقية دائمة بعد خمس سنوات، ورغم تحمس الكثير من الشعب الفلسطيني وقبولهم لحجة حركة فتح بأنها مجرد خطوة نحو التحرير سرعان ما اكتشف الشعب أنه لم يتغير أي شيء جوهري، وسرعان ما وجدت السلطة أن محادثات الوضع النهائي لا تسير إلى أي مكان.
فشلت جهود التوصل لاتفاقية نهائية في محادثات كامب ديفيد عام 2000، أما عرفات فقد اعتاد المراوغة فبعد أن حاول استغلال انتفاضة النفقة عام 1996 للحصول على تنازلات فسعى للاستمرار بهذه المناورات، فحاول اشعال انتفاضة ضد مستوطنة جبل أبو غنيم عام 1997 إلا أن التجاوب الشعبي كان محدودًا.
في ظل انسداد الأفق السياسي واكتشاف الشعب الفلسطيني أنه لم يتغير شيء وأن الاحتلال ما زال جاثمًا فوق صدره مع وجود وكيل له، كانت الأمور تتجه للتصعيد، بينما كانت حماس تستعد بهدوء وبعيدًا عن الأضواء بل نفذت عمليات تحت مسمى وهمي "كتيبة عمر المختار" من بينها تفجير عبوة قرب مستوطنة نتساريم وسط غزة قبل اندلاع شرار انتفاضة الأقصى بيومين فقط.
الجزء الثاني: أحداث انتفاضة الأقصى
كانت زيارة شارون للمسجد الأقصى هي الشرارة التي أشعلت الانتفاضة، حيث استخدم الاحتلال العنف المفرط لقمع الاحتجاجات الشعبية وارتقى عشرات ومئات الشهداء في الأيام الأولى مما زاد الأوضاع اشتعالًا.
هنالك جدل بين المختصين حول موقف عرفات فهل كان ما جرى مخططًا من جانبه أم أنه ركب الموجة ليحسن من شروطه التفاوضية، وأنا أميل إلى الأحداث تدحرجت دون تخطيط مسبق فلا عرفات ولا فتح ولا السلطة يجيدون التخطيط بعيد المدى وجميع تصرفاتهم وقراراتهم ارتجالية ومرحلية، وهنالك أدلة تؤكد ذلك لكن المجال الضيق.
يمكن تقسيم الانتفاضة إلى أربع مراحل:
المرحلة الأولى: المد الجماهيري وامتدت من 29/9/2000 حتى 1/6/2001 حيث تميزت بالطابع الجماهيري (مع عمل مسلح محدود مقارنة بالمراحل اللاحقة) وعدد كبير من الشهداء.
حاول الأمريكان والعرب التوسط بين عرفات والاحتلال للتوصل لاتفاقية وحصل تقدم كبير في مفاوضات طابا إلا أنها فشلت في النهاية.
مع مرور الوقت ضعف المد الجماهيري وبدت الأمور كأنها تتجه نحو الهدوء النسبي خصوصًا بعد شهري 3 و4 إلى أن جاءت المرحلة التالية وقلبت المعادلات.
المرحلة الثانية: ذروة الانتفاضة من منتصف 2001 إلى شهر 4 عام 2002، فرغم أن العمل العسكري كان موجودًا في الساحة منذ الأيام الأولى إلا أن دخول العمليات الاستشهادية لحركة حماس وبالأخص عملية الدولفيناريوم لسعيد الحوتري (1/6/2001) جددت الحياة في انتفاضة الأقصى وأعطتها بعدًا عسكريًا أكثر تأثيرًا.
كانت العمليات في العمق الصهيوني وخصوصًا في تل أبيب وضواحيها بمثابة زلزال هز الكيان الصهيوني من الجذور.
المرحلة الثالثة: الاجتياحات من شهر 4 عام 2002 حتى نهاية عام 2003 حيث قرر شارون اجتياح مناطق السلطة (أ) في الضفة وإعادة احتلال وتفكيك المجموعات العسكرية، وكانت عملية فندق البارك في 27/3/2002 هي الشرارة التي أطلقت ما تسمى "عملية السور الواقي".
احتاج الاحتلال لحوالي شهر لإعادة احتلال مناطق السلطة إلا أن الخلايا استمرت بالعمل والنشاط وأخذ وقتًا أطول حتى وجه ضرباته الكبيرة للمجموعات الأكبر حجمًا وأكثر تأثيرًا.
خلال هذه المرحلة حوصر ياسر عرفات فالصهاينة لم يرضو عن مناوراته ولعبه على الحبال، فيدعم المقاومة من جهة (عبر كتائب الأقصى) ويتفاوض مع الاحتلال وينسق أمنيًا من الجهة الأخرى.
بدأ الاحتلال يبحث عن بدائل لعرفات وبرز عباس الذي فرضه الأمريكان والصهاينة رئيسًا للوزراء عام 2003 كما برز دحلان كمعارض علني لعرفات.
تراجع دور المقاومة في الضفة خلال هذه الفترة بينما انتقل ثقلها إلى غزة التي شهدت ارتفاعًا ملموسًا في العمل المقاوم ضد الاحتلال خلال هذه الفترة.
المرحلة الرابعة: نهايات انتفاضة الأقصى وذلك منذ نهاية 2003 حتى أيلول 2005، حيث استطاع جيش الاحتلال ضرب خلايا المقاومة في الضفة بشكل كبير وأغراه ذلك لاغتيال أحمد ياسين والرنتيسي في بداية عام 2004 لأنه أدرك عجز المقاومة عن الرد.
كما تم تشديد الحصار على عرفات إلى توفي في 11/11/2004.
في غزة استمرت المقاومة بالتقدم واستنزاف الاحتلال، أما شارون وقادة الأجهزة الأمنية فقد أرادوا التركيز على الضفة والانتهاء من ملفها وتأجيل قطاع غزة لاحقًا، وذلك لأسباب كثيرة أهمها:
1- الضفة كانت تضرب في تل أبيب وضواحيها وهذه منطقة حساسة جدًا للاحتلال، أما المستوطنين في غزة وغلافها وباقي مناطق فلسطين فهم أقل أهمية للدولة الصهيونية، وهذه أحد نقاط الخلاف الداخلي الصهيوني، حيث شعر مستوطنو غزة والضفة منذ ذلك الحين بأنهم مهمشون، ويمكن القول أن ما نراه اليوم من تصاعد الخلاف الداخلي في دولة الاحتلال تعود بعض جذوره إلى فترة انتفاضة الأقصى.
2- السبب الآخر هو رغبة شارون تقديم تنازلات تسكت الأمريكان والعرب وأنه سيتنازل عن غزة مقابل أن يستفرد كليًا بالضفة.
بعد وفاة عرفات ومجيء عباس للسلطة أعلن عن حل كتائب شهداء الأقصى واستطاع اقناع المئات من المقاومين الفتحاويين تسليم سلاحهم مقابل "العفو من الاحتلال".
كما بدأ الاهتمام الفلسطيني بالقضايا الداخلية والانتخابات وبدايات الفلتان الأمني في غزة.
انتهت هذه المرحلة بانسحاب الاحتلال من غزة ومستوطنات الضفة ثم الانشغال الفلسطيني بالانتخابات البلدية والتشريعية لاحقًا ويمكن القول أن انتفاضة الأقصى انتهت فعليًا بعد ذلك، رغم بقاء عدة خلايا نشطة في الضفة لعدة سنوات لاحقة.
ما بعد انتفاضة الأقصى
انتهت انتفاضة الأقصى بنتيجة مختلطة حيث تحررت غزة من ناحية وأعيد احتلال الضفة من الناحية الأخرى، حاول الاحتلال إغراق غزة في صراع فلسطيني داخلي بينما تعاون مع السلطة للقضاء على ما تبقى من مقاومة في الضفة الغربية.
شهدت الأعوام الخمسة التالية (2005-2010) بداية مرحلة جديدة ابتعدت فيها فتح والسلطة عن سياسة عرفات (التي زاوجت بين المقاومة والمفاوضات) وتبنت رؤية عباس القائمة على التعاون التام مع الاحتلال.
أعيد بناء الأجهزة الأمنية في الضفة على أسس جديدة وضعها الجنرال الأمريكي دايتون، أما في غزة فواصلت المقاومة تقدمها وتطوير قدراتها وحاول الاحتلال توكيل السلطة وفتح لضربها إلا أنهم فشلوا مع أحداث الانقسام عام 2007م.
استغلت السلطة أحداث الانقسام لتنخرط بشكل أكثر وضوحًا مع الاحتلال في تفكيك ما تبقى من خلايا مقاومة في الضفة، ويمكن القول أنه تمت تصفية آخرها مع اغتيال السلطة للشهيد محمد السمان ورفاقه عام 2009 واغتيال الاحتلال للشهيد نشأت الكرمي في 2010، بعدها دخلت الضفة في مرحلة هدوء وإحباط طويلة الأمد.
بعد نجاح الاحتلال بتهدئة الوضع في الضفة حاول ضرب المقاومة في غزة وإعادتها لحضن السلطة في حرب غزة الأولى عامي 2008/2009 إلا أنه وجد المهمة أكثر صعوبة مما تخيل.
كما أن الثورات العربية ووصول مرسي للحكم ساعد المقاومة في غزة إلا أن الإطاحة بمرسي شجع الاحتلال والسلطة على محاولة خنق المقاومة في غزة، وصولًا لحرب 2014 التي جعلت الاحتلال يقتنع أنه يستحيل اقتلاع مقاومة غزة.
كما ساهمت الحرب ببدء حراك مقاوم متواضع في الضفة وكانت لها بصمتها في انطلاق انتفاضة القدس نهاية عام 2015، وبدا جليًا أن كل ما بذله الاحتلال والسلطة من أجل خلق "فلسطيني جديد" في الضفة لم يكن سوى سراب، وكان واضحًا أن الشباب في الضفة متأهب وراغب للإنخراط في العمل المقاوم، إلا أن الطابع الفردي للانتفاضة لم يسمح لها بالاستمرار طويلًا فبدأت بالتراجع منذ عام 2016 حتى بدايات 2017.
جاءت معركة سيف القدس 2021 خطوة ذكية وجريئة لربط مقاومة غزة مع الضفة والقدس والداخل، وباتت هنالك قناعة في الضفة أن هنالك مجال للعمل المقاوم، وترجم ذلك بعد هروب أسرى الحرية في شهر 9 عام 2021 وتشكيل المجموعات المسلحة الأولى في مخيم جنين، لتتدحرج بعدها ما يمكن أن نسميها انتفاضة جنين.
ما رأيناه خلال العامين الأخيرين (2021-2023) هو استطاعة المقاومة إزالة آثار فترة دايتون والقضاء على المجموعات المسلحة بين 2005 و2010 وربما هي الان في مرحلة إزالة آثار الاجتياحات التي ضربت التشكيلات المسلحة الكبيرة.
في الختام:
باختصار مررنا بمراحل مد وجزر حيث استطاعت الانتفاضة تحرير غزة إلا أن الاحتلال شن هجومًا مضادًا واستطاع تدجين حركة فتح وإعادة السيطرة على الضفة، والآن المقاومة تشن هجومها المضاد لاستعادة السيطرة على الضفة، ما زالت المواجهة في بداياتها إلا أن فرص المقاومة قوية خصوصًا مع تعلمها من أخطاء الماضي بالإضافة للضعف الداخلي في كل من دولة الاحتلال وسلطة أوسلو.
الخميس، 7 سبتمبر 2023
قصة خبر: استقالة عباس قبل عشرين عامًا
ضغطت أمريكا وإسرائيل لتعيين رئيس وزراء يأخذ من صلاحيات عرفات، وكانوا يريدون محمود عباس تحديدًا.
خضع عرفات لما يريدون لكنه قام "بترقيص عباس خمسة بلدي" وحرض الجميع ضده ولم يستطع التحكم بالوزارات، فقد استقالته للضغط على عرفات وابتزازه، إلا أن عرفات اغتنم الفرصة وقبل الاستقالة وعين أحمد قريع بدلًا منه.
بعدها مات عرفات (أو قتل، الله أعلم) في 11/11/2004 وترشح عباس للانتخابات ولم يكن له منافس حقيقي وفتح قبلت به زعيمًا لها، وفاز برئاسة السلطة ومنذ ذلك اليوم وهو يطبق المخطط الذي وعد به الاحتلال والأمريكان، القضاء على المقاومة.
هذا محمود عباس منذ اليوم الأول لم يتغير، لكن الجميع تعامى وقتها واعتقدوا أنها مرحلة وستمر لكن تبين لاحقًا أنه كان أكبر ورطة وقع فيها شعبنا.
على نفس الصفحة الأولى لصحيفة القدس في ذلك التاريخ خبران: فشل محاولة لاغتيال قيادات في الأخضر من بينهم أحمد ياسين وإسماعيل هنية، وخبر عنوانه "مسؤولون إسرائيليون: الحرب ضد حماس ستشن من الآن فصاعدًا بلا هوادة".
ياسين عز الدين
الأربعاء، 6 سبتمبر 2023
في الذكرى السنوية لنفق الحرية
في الذكرى السنوية الثانية لنفق الحر،ـة، نتذكر أنها كانت الشرارة المباشرة للانتفاضة الحالية التي أسميها "انتفاضة جنين" بحكم كونها مهدها ونقطة انطلاقها.
وذلك عندما أخذ عدد من شباب مخيم جنين على عاتقهم حماية الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع فكانت نواة ك/. جنين، لتتطور الأحداث وتصل إلى ما هي عليه.
بدأت بمحاولة مجموعة من الأسرى تحرير أنفسهم فإذا هم يحررون شعبًا بأكمله.
ياسين عز الدين
الجمعة، 1 سبتمبر 2023
خسائر الفلسطينيين الزراعية في المناطق ج بالضفة الغربية - 700 مليون دولار سنويًا
وفقًا لمجلة الاقتصادي: خسائر الشعب الفلسطيني في القطاع الزراعي بمناطق ج بالضفة الغربية تتجاوز 700 مليون دولار سنويًا.
الأحد، 13 أغسطس 2023
هل نكون أغبى ثورة؟
أخشى أن يكتب التاريخ أننا كنا أغبى "ثورة" عندما سكتنا عن العملاء وتركناهم يجهزوا على المقاومة ونحن ساكتون.
كل الشعوب التي عانت من الاحتلال تعاملت بمنتهى القسوة مع العملاء: في الجزائر، أفغانستان، فيتنام وغيرها.
حتى عندنا في فلسطين رفضنا روابط القرى وحاربناهم وأنهيناهم بالقوة، لكن هذه المرة أصابنا الشلل.
ما حصل اليوم في الفارعة ومخيم طولكرم وطوباس وجنين، وقبلها في جبع ونابلس وغيرها يعلق جرس الانذار، إن سمحنا للسلطة بالقضاء على المقاومة في جنين وشمال الضفة فستكون ضربة قاصمة لنا وسيستبيح بن غفير وسموتريتش الضفة وينفذوا خطتهم لتهجير أهلها.
لا تريدون "التعامل بمنتهى القسوة" مع عملاء أوسلو مثلما فعلت الشعوب الأخرى، ماشي، أحكيلكم حتى القسوة ما تستخدموها، لكن تعاملوا مع السلطة بأي طريقة! افعلوا أي شيء غير الشجب والاستنكار.
ياسين عز الدين
الأربعاء، 9 أغسطس 2023
الجاهل عدو نفسه
وزير المالية الصهيوني سموتريتش يقرر تجميد مئات ملايين الشواكل مخصصة لميزانيات بلدات فلسطينية بالداخل المحتل، وقبل ذلك كان قرر تجميد 100 مليون شيكل مخصص لتشجيع المقدسيين على الدراسة في الجامعات الصهيونية.
أما السبب فقالها بصراحها أنه لن يرسل أي شيء للفلسطينيين.
مشكلة سموتريتش ودولة الاحتلال أن هذه الأموال مخصصة لغسيل أدمغة الفلسطينيين وأسرلتهم (تحويلهم إلى إسرائيليين) يدافعون عن دولة الاحتلال، وهنالك شريحة استطاعوا شراء ولاءها بهذه الأموال (رغم أنها شريحة صغيرة بعض الشيء).
الآن سموتريتش لأنه حاقد ويكره كل شيء فلسطيني قرر قطع الأموال، لأنه يعتبر لا فرق بين الفلسطيني المقاوم والمنبطح، وهذه الخطوة تضر دولة الاحتلال بالدرجة الأولى وأذنابها من العملاء والمطبعين والمتأسرلين.
صدق المثل القائل "الجاهل عدو نفسه"
الأربعاء، 26 يوليو 2023
ماذا تعرفون عن الصهيونية الدينية؟
تقف الصهيونية الدينية اليوم في مركز الصراع داخل دولة الاحتلال، وهي عامل تصعيد ضد الفلسطينيين، وخصم عنيد للعلمانيين الصهاينة، وبالأمس هدد بن غفير بحل الائتلاف الحكومي إذا قبل نتنياهو بحلول وسط.
الصهيونية الدينية هي أصغر التيارات الرئيسية الأربع في دولة الاحتلال حجمًا (أصغر من اليمين العلماني، واليسار العلماني، والتيار الديني الحريدي)، لكنها اليوم أقواها تأثيرًا في السياسة الصهيونية، وأكثر صخبًا وتحمسًا لمبادئها.
من المفارقات أن الصهيونية الدينية اليوم هي على النقيض تمامًا مما كانت عليه منذ سبعين عامًا، حيث كانت جسرًا بين المتدينين اليهود والعلمانيين، وكانت تيارًا هامشيًا قليل التأثير، كما كانت مواقفها من الفلسطينيين أقرب للحمائم من الصقور، سأشرح في السطور القادمة كيف حصل هذا الانقلاب ولماذا تأسست وكيف تطورت الصهيونية الدينية.
مقدمة
الحركة الصهيونية هي حركة علمانية "تنويرية" وحملت في بداياتها الأولى ثورة على التقاليد الدينية التوراتية والمؤسسة الحاخامية في أوروبا، والكثير من قادتها الأوائل لم يكونوا علمانيين فحسب بل ملحدون، ولهذا اخترعوا "الشعب اليهودي" كقومية وليس كاتباع ديانة.
أما المؤسسة الحاخامية التقليدية فنظرت بعداء للصهيونية بسبب ثورتها على التقاليد الدينية، كما عارضت قيام دولة لليهود في فلسطين لأن هذه يجب أن تكون بقرار رباني حسب المعتقدات الدينية السائدة، ويجب "انتظار أن يرسل الله المسيح والهيكل من السماء".
هنا جاءت فكرة الصهيونية الدينية التي نظّر لها الحاخام أبراهام كوك بداية القرن الماضي (منذ 120 عامًا تقريبًا) واعتبر أن الفكرة الصهيونية هي ترجمة لتعاليم الدين اليهودي رغم أن قادتها علمانيون.
فاستخدمت الحركة الصهيونية الفكر "الصهيوني الديني" من أجل استقطاب المتدينين اليهود واقناعهم بقبول فكرة قيام دولة إسرائيل.
عند إنشاء دولة الاحتلال عام 1948 كان دور الصهيونية الدينية هامشيًا في السياسة الداخلية الإسرائيلية وكانت أقرب للأداة بيد الدولة من أجل إعطاء صبغة دينية لمشاريعها.
نقطة التحول
بدأ التحول في دور الصهيونية الدينية بعد احتلال القدس والضفة وغزة عام 1967م، استخدمتها دولة الاحتلال لتشجيع الاستيطان في المناطق المحتلة، وتحمست الصهيونية الدينية لهذا الدور لأن الضفة والقدس تمثل قلب الأرض المقدسة والمدن التاريخية التوراتية مثل الخليل ونابلس والقدس، والهيكل المزعوم.
نشأت إثرها جماعات متعددة تدور في فلك الصهيونية الدينية مثل "غوش أمونيم" و"أمناء جبل الهيكل"، ونشطوا في تشجيع الاستيطان.
كما نشأت أحزاب وجماعات تدعو لطرد الفلسطينيين نهائيًا وتهويد الضفة بشكل كامل مثل حزب "كاخ" الذي أسسه الحاخام مئير كاهانا، والذي حمل أيضًا فكرًا معاديًا للصهاينة الذين يعتبرهم "متساهلين مع الفلسطينيين"، وبسبب أراءه المتطرفة تم إخراج حزب كاخ عن "القانون الإسرائيلي".
بعد أن كانت الصهيونية الدينية أداة بيد دولة الاحتلال انقلبت عليها وأصبح لها شخصيتها المستقلة والمتطرفة، وبدأ الصدام بعد اتفاقية أوسلو التي تخلت عن مناطق توراتية تعتبرها الصهيونية الدينية أهم من تل أبيب نفسها.
وأصبح التيار جزءًا من التحريض ضد رابين واستغل الليكود ذلك وانتهى الأمر باغتياله على يد أحد أنصار الصهيونية الدينية.
ازداد نفوذ الصهيونية الدينية بعد صعود شارون للحكم وظهور جماعات استيطانية متعددة مثل "فتيان التلال" و"تدفيع الثمن" التي استخدمها شارون لخدمة مشاريعه الاستيطانية.
الصهيونية الدينية في مركز القرار
مع عودة نتنياهو للحكم أصبحت الصهيونية الدينية أكثر نفوذًا وأصبحت لها أجندتها الخاصة بتعزيز الاستيطان في الضفة.
وهنا يجب أن نفهم شيء عن الصهيونية الدينية أنها ليست حزبًا واحدًا بل هي أكثر التيارات في دولة الاحتلال تشرذمًا واختلافًا، لذا بالتوازي مع تصاعد الخلاف بين نتنياهو وخصومه كان هنالك صراع يجري داخل الصهيونية الدينية، انتهى بتحييد الأطراف الأقل تطرفًا مثل بينيت وشاكيد وحزب البيت اليهودي، وسيطرة الأطراف الأكثر تطرفًا ممثلة بسموتريتش وبن غفير، ونشير إلى أن بن غفير هو امتداد لحزب كاخ الذي يعتبر خارجًا عن القانون في دولة الاحتلال وأمريكا وأوروبا.
استغلت الأحزاب الدينية بشقيها (الحريدي والصهيونية الدينية) حاجة نتنياهو لها في مواجهة معارضيه من أجل فرض شروطها، سواء ما يخص بالاستيطان وما نراه اليوم من فلتان المستوطنين في الضفة هو انعكاس لذلك، أو ما يخص فرض القوانين والتشريعات التي تقوض من الأسس الليبرالية والعلمانية والديموقراطية لدولة الاحتلال.
في الختام
الصهيونية الدينية اليوم هي أكثر التيارات في دولة الاحتلال عداءً للفلسطينيين، والأكثر تعصبًا لما تريده والأكثر صخبًا، والأقل مرونة في التفاهم مع شركائها في دولة الاحتلال.
نراها اليوم تنقلب على الحركة الصهيونية (العلمانية) التي دعمتها وشجعتها وقدمت لها كل سبل الرعاية.
الثلاثاء، 25 يوليو 2023
استهداف سيارة مستوطنين بزجاجة حارقة قرب الخليل
بينما كان الصهاينة يحتجون في تل أبيب والقدس ضد نتنياهو ليلة أمس
ألقى فلسطينيون زجاجة حارقة على هذه السيارة قرب مفرق زيف جنوبي الخليل (منطقة يطا)، قفز المستوطن في اللحظة الأخيرة من سيارته المحترقة، أما معارضو نتنياهو فلا يهمهم ما يحصل لمستوطني الضفة من أنصار نتنياهو.
حركة تعمل بهدوء وثقة وثبات رغم كل ما تتعرض له من ملاحقة وقمع في الضفة
ارتقاء ثلاثة شهداء من كتائب القسام صباح اليوم أثناء اشتباك مع قوات الاحتلال في جبل جرزيم، يأتي ضمن عمل حركة حماس المتواصل لإشعال المقاومة في الضفة ضد الاحتلال.
تم استهداف النقطة العسكرية لجيش الاحتلال في جبل جرزيم عدد لا يحصى من المرات في الأشهر الماضية، إلا أن هذه المرة انتهى الأمر باشتباك وارتقاء المقاومون الثلاثة.
الكثيرون كانوا يسخرون من بيانات حماس التي كانت تطالب جماهير الضفة بالتصدي للاحتلال ومواجهته، ويتساءلون لماذا ترد الحركة؟ ويقولون "لماذا لا ينزل أبناء قادة الحركة للميدان بدلًا من أبناء عامة الناس".
الشهيد سعد الخراز كان من قيادات الكتلة الإسلامية ومن كوادر حماس وابن القيادي في الحركة الشيخ ماهر الخراز، وكان في مقدمة العمل المقاوم لكن بصمت ودون استعراض ودون أن يعرف أحد حتى لاقى ربه شهيدًا.
حماس تعمل في الضفة بكل جد وإخلاص وإصرار لكن بحاجة لمن يدعمها ويساندها فالحمل كبير وبحاجة لجهد الجميع.
الاثنين، 17 يوليو 2023
هدم تسعة منازل في السواحرة الشرقية
الاحتلال يزيد من هجمة التهجير في الضفة الغربية فيما سلطة أوسلو مشغولة بملاحقة المقاومة.
قام جيش الاحتلال بهدم 9 منازل في السواحرة الشرقية قضاء القدس صباح اليوم وبدون سابق إنذار.
سلطة أوسلو تصعّد عدوانها
فبالإضافة لحملات الاعتقال والاختطاف في جبع شنت حملة مماثلة في يعبد كما حاولت اختطاف شاب من الجهاد في جنين، واختطفت ممثل الكتلة في جامعة الخليل.
كتيبة جنين التابعة للجهاد أصدرت بيانًا شديد اللهجة ودعت لمسيرات الساعة 9 مساء اليوم في الضفة وغزة والشتات.
نحن بحاجة لوقفة جدية فما تقوم به السلطة عمالة مكتملة الأركان وتهدد كل ما أنجزته المقاومة في جنين ونابلس وشمال الضفة، الشجب والاستنكار لم يعودا كافيان، وارجو ممن يسمون "بالعقلاء" أن يسكتوا ويبتعدوا عن المشهد فعقلانيتهم لم تخدم سوى السلطة.
مشكلة كاميرات المراقبة
تمكن الاحتلال من الوصول لمنفذ عملية تقوع اليوم بسرعة وذلك بفضل شبكة كبيرة من كاميرات وأنظمة المراقبة.
هنالك دعوات دائمة للمواطنين لمسح كاميراتهم وعدم توجيهها للشوارع، ورغم أن هنالك استجابة ملموسة ووجود حرص على عدم توجيه الكاميرات للشوارع، إلا أن المشكلة الحقيقية هي كاميرات جيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة.
طالما كان هنالك كاميرات مراقبة وعملاء وأنظمة تجسس إلا أن الوضع أصبح أسوأ بكثير في السنوات الخمسة الأخيرة، بسبب منظومة كاميرات مزروعة في كافة الطرق الالتفافية ومحيط المستوطنات بالضفة، ومتصلة ببرامج ذكاء صناعي، بالإضافة لشبكة مراقبة واسعة تزرعها السلطة داخل مناطقها.
كما تلعب الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة دورًا هامًا في هذه المنظومة والتي أدت لكشف المنفذين في العمليات الأخيرة، ولا استبعد أن لكاميرات المراقبة في مقر المقاطعة ببيت لحم دورًا في الوصول للمنفذ الذي حاصره الاحتلال في مسجد مقابل للمقاطعة.
يجب إيجاد حل لكاميرات الاحتلال والسلطة وتحطيمها بشكل دوري ودائم واستنزافهم قدر الإمكان، بالإضافة للتفكير بحلول تكنولوجية تشوش عملها، لا مناص من ذلك حتى يتوقف الاستنزاف الذي نراه.
لماذا تشن السلطة حملة أمنية في جبع؟
ما يحصل في جبع خطير جدًا يجب الوقوف عنده
قامت الأجهزة باختطاف العديد من المقاومة والنشطاء في البلدة ضمن حملة لتفكيك كتيبة جبع وكافة تشكيلات المقاومة؛ أحد أبرز المطاردين الذين اعتقلتهم الليلة هو عيد حمامرة.
إذا نجحت السلطة بتفكيك المقاومة في جبع (لا سمح الله) فستنتقل لباقي البلدات في ريف جنين وصولًا إلى المعقل الأكبر في مخيم جنين.
للأسف فإن فصائل المقاومة والتنظيمات والمجتمع الفلسطيني يواجهون هذه العمالة المكشوفة بالمزيد من المناشدات والتنديد اللفظي دون أفعال على الأرض.
صدرت بيانات من الجهاد وحركة فتح في جبع تندد بما تقوم به السلطة، وموقف فتح في جبع ممتاز فمشكلتنا ليست مع شرفاء فتح بل هم رفاقنا وأحبابنا، بل مشكلتنا مع سلطة أوسلو ومن يتبعها.
أضعف الإيمان مقاطعة اجتماع قادة الفصائل في القاهرة واستخدام لغة جديدة مع السلطة، لأن الوضع الحالي يتيح لها الاستمرار بما تريد ونجاحها بما عجز عنه الاحتلال للأسف الشديد.
الجمعة، 14 يوليو 2023
هل ستنجح السلطة باستعادة السيطرة على جنين؟
وفقًا للإعلام الصهيوني فإن حكومة الاحتلال قررت وقف أعمال الجيش في جنين لإعطاء السلطة فرصة لاستعادة السيطرة عليها، وأن الجيش لن يتدخل إلا في حالة "الإنذارات الساخنة".
الحاصل أن آخر هجومين شنهما الجيش على جنين أديا لوقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف الجيش، وأصبح دخول جنين يشكل تحديًا للجيش.
طبعًا هم يستطيعون الاستمرار بالاقتحامات لكنه جيش مدلل لا يريد دفع الثمن، هذا مربط الفرس.
لذلك يحاولون دفع السلطة للقيام بهذه المهمة، والسلطة مترددة لأنها تعلم الثمن المرتفع الذي ستدفعه وأنها على الأغلب ستفشل، وربما تنهار في كل الضفة وليس فقط في جنين.
خلال هذه الفترة سيحاول الصهاينة الوصول لحلول "إبداعية" تساعدهم، وفي نفس الوقت إذا سنحت لهم فرصة لتوجيه ضربات خاطفة وسريعة فلن يوفروها بحجة أنها "انذارات ساخنة".
الثلاثاء، 11 يوليو 2023
لماذا يرفع المحتجون ضد نتنياهو أعلام إسرائيل بكثرة؟
هل الاحتجاجات في دولة الاحتلال تؤثر على دعم الغرب لها؟
في أمريكا وأوروبا هنالك تعاطف علني وقوي مع المتظاهرين الصهاينة الرافضين للتعديلات القضائية، وهنالك مشكلة حقيقية بين الغرب وحكومة الاحتلال على هذه الخلفية.
يمكن تصنيف مواقف الغربيين إلى ثلاث فئات:
1- قسم يقولون أنهم كانوا يدعمون إسرائيل لأنها تتبنى القيم والمبادئ الغربية وبما "أنها تتحول إلى ديكتاتورية ودولة توراتية" وأن مشاكلها كثيرة مع الفلسطينيين وغيرهم، بالتالي يجب التخلي عن دعمها (كما يقولون). هذا القسم يمثل أقلية وأغلبيته هم من اليسار ومناصري القضية الفلسطينية.
2- قسم يعتبرون "إسرائيل" مثل الابن الضال الذي حتمًا سيعود لحضنه أهله بعد أن يستوعب خطأه، وأنه يحتاج لـ "فرك أذنه" حتى يتعلم (هكذا يعتقدون).
لكن حتى فركة الأذن في مثل هذه الأوقات الحساسة خطير على دولة الاحتلال.
هذا القسم يمثل رأي الأغلبية في الغرب وهو صاحب الكلمة العليا حاليًا لهذا نرى سحب الاستثمارات من دولة الاحتلال وما شابه.
3- قسم يقفون مع "إسرائيل ظالمة أو مظلومة" ويعتبرون أن القضية لا تستحق كل هذا الغضب وهم في غالبيتهم من اليمين المحافظ وحلفائهم مثل ترمب، وهذا القسم هو أقلية أيضًا.
احتجاجات عارمة في دولة الاحتلال منذ الصباح
إغلاق للطرق الرئيسية في تل أبيب وحيفا والقدس الغربية والطرق المؤدية لمطار اللد وغيرها.
السبب؟ إقرار الكنيست لقانون يقيد صلاحيات المحكمة العليا بشكل كبير وهذا ما يعتبرونه تهديدًا للحياة السياسية في دولة الاحتلال.
ربما لأننا نعيش في ظل أنظمة ديكتاتورية لا ندرك أهمية الموضوع لكن بالنسبة لهم فهذا شيء مصيري.
أمريكا والغرب يدعمون المتظاهرين بقوة أما نتنياهو وحلفاءه من الصهيونية الدينية والحريديم فمتمسكون بما يريدون تحقيقه.
لا شيء يوقف الاحتجاجات لا الوضع في الضفة ولا التوتر في الشمال.
قبل زيارة محمود عباس لجنين
التهجير في المناطق ج
هل تعلم أن الاحتلال هدم 7492 مبنى في المناطق ج بالضفة منذ عام 2009 مهجرًا 9549 فلسطينيًا.
منذ بداية العام الحالي هدم 296 مبنى مهجرًا 269 فلسطينيًا.
المناطق ج تمثل 60% من مساحة الضفة الغربية.
مصدر الإحصائيات موقع منظمة "أوتشا" التابعة للأمم المتحدة
الاثنين، 10 يوليو 2023
حكومة الاحتلال وضعت شروطًا على السلطة لمساعدتها ودعمها
الشروط وضعت فقط لإرضاء التيارات الأكثر تطرفًا في الحكومة لأن الجيش والشاباك ونتنياهو ورئيس الأمن القومي تساحي هنغبي يريدون دعم السلطة سواء حققت هذه الشروط أم لا، فهم يدركون أن سقوطها سيكون كارثة للاحتلال.
رغم ذلك فإعلان السلطة أنها لن تلتزم بالشروط هو كذب، بل هي فعليًا ملتزمة جزئيًا ببعض هذه الشروط مثل وقف الخطوات ضد الاحتلال في المحافل الدولية، منع التحريض في المناهج ووسائل الإعلام، قطع مخصصات جزء من الأسرى وأهالي الشهداء (الاحتلال يريد قطعها عن الجميع).
فقط شرط منع البناء الفلسطينية في المنطقة C لا تطبقه السلطة أما ما تبقى فهي تطبقها بشكل جزئي والاحتلال يريدها أن تطبق بشكل كامل، وما اعتقده أنها ستزيد درجة تطبيقها رغم زعمها أنها ترفضها بشكل كامل، فهذه السلطة منبطحة أشد الانبطاح واهتمامها الوحيد هو خدمة الاحتلال.
حملة اعتقالات للسلطة في بلدة جبع
السلطة تشن حملة اعتقالات لليوم الثاني على التوالي في جبع جنوبي جنين، في ما يبدو أنها محاولة لتلبية لتعليمات أسيادهم الصهاينة لاستعادة السيطرة على جنين.
من بين المعتقلين القيادي في حماس أحمد سلاطنة (60 عامًا) للضغط على اثنين من أولاده لتسليم أنفسهم، ومحمد ملايشة وهو ابن عم المطارد المختطف لدى أجهزة أمن السلطة مراد ملايشة، بالإضافة لأسرى محررين من فتح تتهمهم بدعم الاحتجاجات ضد السلطة مثل الأسير المحرر محمد علاونة.
كما داهموا منازل عدد من المقاومين لكنهم لم يفلحوا باعتقالهم، والحملة تستهدف أبناء حماس والجهاد وفتح.
المشكلة كل المشكلة في أولئك الذين ما يزالون يقولون أن السلطة جزء من شعبنا الفلسطيني، بل هي جزء من الاحتلال الصهيوني وعلى هذا الأساس يجب التعامل معها.
السبت، 8 يوليو 2023
محاولة بائسة من السلطة لاستعادة "هيبتها" التي سقطت في جنين
استعراض زعران السلطة المسلحين الليلة الماضية في عدد من مدن الضفة، هو محاولة بائسة من السلطة لإخافة الناس بعد تهاوي "هيبتها" في جنين.
حكومة الاحتلال ومحاولة انقاذ السلطة
وفقًا للإعلام الصهيوني ستبحث حكومة الاحتلال يوم غد سبل دعم السلطة وتقديم تسهيلات لها لمنعها من الانهيار.
بسبب التعقيدات الداخلية في حكومة الاحتلال لا اعتقد أنها ستقدم شيئًا حقيقيًا للسلطة فقط وعود جوفاء مثل الـ4G.
ومهما قدموا من دعم فمشكلة السلطة الأكبر هي تآكلها من الداخل وعناصر فتح يتخلون عنها، فعجزها عن السيطرة على جنين لأنها لم تعد تسيطر على فتح هناك.
هنالك إدراك في دولة الاحتلال عمق الأزمة التي تعاني منها السلطة والتي تفاقمت بعد معركة جنين، وفي تقديري أن أحد أسباب إنهاء العدوان بسرعة هو خوفهم من انهيار السلطة، والآن يبحثون سبلًا أخرى للحفاظ عليها بالتوازي مع بحثهم عن طرق جديدة للقضاء على المقاومة.