حملة تبرعات جمعت 1.3 مليون شيكل (340 ألف دولار) من أهالي بلدة دير جرير لاستكمال مدرسة البنات بعد توقف البناء فيها منذ زمن.
نتذكر التساؤل الذي يطرحه البعض أن بناء المدارس والمستشفيات أولى من المساجد، مع تأكيدي أنه لا تعارض بين الأمرين والأصل وقف انفاق الأموال على المعاصي وتوافه الأمور وليس المفاضلة بين الضرورات: المساجد والمسشتفيات والمدارس، إلا أن أهالي القرية اثبتوا أن الناس يجودون بما لديهم عندما يدعون لبناء المدارس والمستشفيات.
المشكلة التي ستواجههم أنه بعد انتهاء المدرسة قد تقول لهم السلطة لا توجد أموال لتوظيف معلمين كما فعلت في العديد من الحالات، فالعبرة ليست بناء المدرسة أو المستشفى لكن بتشغيله والإنفاق على تشغيله.
السلطة ليست مقصرة ببناء المدارس والمستشفيات فحسب بل سبب مهم في استمرار تردي التعليم والخدمات الصحية، فإن بنى الناس مستشفيات أو مدارس رفضت تشغيلها بل ربما نقلت معلمين من مدارس أخرى للمدرسة بدلًا من توظيف معلمين جدد لتستمر الأزمة والاكتظاظ في الصفوف.
ولو شكلت مجموعة من الناس لجنة أو جمعية لإدارة هذه المدرسة أو المستشفى لاعترضت السلطة ورفضت ترخيصها إلا بتسليمها لإدارة أفراد من عصاباتها وسحيجتها حتى يضمنوا السرقة والنهب.
لم تكن المشكلة يومًا أن الناس يفضلون التبرع للمساجد على المستشفيات والمدارس، ولربما أجابوك أين مشاريع المدارس والمستشفيات لنتبرع لها؟ بناء المسجد أهون وأقل تكلفة ويمكن تشغيله بسهولة دون الحاجة لموظفين لهذا نرى بشكل دائم مشاريع المساجد.
لكن المدارس والمستشفيات مشاريع أكبر حجمًا وتكلفتها الحقيقية تأتي في التشغيل بعد انتهاء البناء، ومن يبادر ويتطوع ستحاربه السلطة وستحرص على سرقة الأموال كما فعلت بأموال مستشفى خالد الحسن التي تبخرت وتبخر معها المستشفى.
الناس لا يتبرعون للمستشفيات والمدارس لأنه لا توجد الكثير من هذه المشاريع وإن وجدت لا يثقون بالقائمين عليها، هذه المشكلة الحقيقية التي تواجهنا، نحن شعب متخلف وتعليمنا متخلف وخدماتنا الصحية متخلفة، لأن من يتحكم بنا هم أراذلنا، فمن أراد إطعام الجائعين وتعليم أبنائنا ومعالجة المرضى والنهوض علميًا واقتصاديًا فليعالج المرض الحقيقي ولا يهرب إلى معارك وهمية.
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الأحد، 1 أكتوبر 2023
التبرعات بين المدارس والمساجد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق