الاتفاق فيه تخفيف للعقوبات المفروضة على
إيران (دون إنهائها بشكل كامل)، ووضع برامج إيران ومواقعها تحت الرقابة والتفتيش
الغربيين، لذا لا اعتبره انتصارًا للغرب أو لإيران، إنما حل وسط وتنازلات متبادلة.
أما الصهاينة فيردحون ضد الاتفاق من قبل
التوقيع عليه، وهذا متوقع منهم فهم يعتبرون دخول أجهزة بث الجيل الثالث من
الانترنت لشركة جوال الفلسطينية تهديدًا لأمنهم القومي، ولو ترون ردحهم وبكائياتهم
على صفحاتهم عندما يتكلمون عن رشق سياراتهم بالحجارة، ستعلمون أن الردح والولولة
لديهم دين وعقيدة.
وبالتالي لا تأخذوا تصريحاتهم اللطمية
بجدية ففيها الكثير من البهارات، وفيها أيضًا القليل من المصداقية فأي تطور ببلد
إسلامي (بما فيه حلفاؤهم) يعتبرونه تهديدًا لهم.
وسبب آخر لمبالغة الصهاينة بالردح واللطم
هو أن لديهم مشروع اختراق دول العالم العربي من باب التحالف المشترك ضد إيران،
فيريدون إيصال رسالة لهذه الدول والشعوب العربية أن الغرب تخلى عنكم ولا أمل لديكم
سوى التحالف مع الكيان الصهيوني.
وأخيرًا فالبعض في العالم العربي يخشى من
تغير سياسة الغرب تجاه إيران وأن يفتح المنطقة العربية أمامها لتشتد هجمتها، وهذه
الخشية لا مكان لها من الإعراب لسببين:
الأول: إيران
اخترقت المنطقة العربية بسبب ضعف العرب السنة وعدم مشروع لديهم، وهذا الضعف ما زال
موجودًا، والاختراق سيبقى طالما بقي الضعف موجودًا.
والغرب لم يفعل شيء لوقف التمدد الإيراني
في الفترة الماضية.
الثاني: الغرب
كان يستغل التخوف العربي (وبالتحديد الخليجي) من أجل ابتزاز العرب ودفعهم للارتماء
بأحضان أمريكا، وهو لن يتخلى عن هذا الكنز الاستراتيجي، وسيبقى يبتزهم بنفس القصة
(الخطر الإيراني).
فالغرب لا يقدم للعرب شيء حقيقي لمواجهة
إيران، بل يمتص خيراتهم باسم محاربة إيران، لذا سيستمر بنفس سياسة الابتزاز، دون
تغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق