كما ترون
في الخارطة المرفقة:
يعيش داخل
الدائرة الحمراء حوالي 90 - 95% من اليهود في فلسطين، حوالي 80% يعيشون في الشريط الساحلي
الممتد من عسقلان حتى حيفا بالإضافة لمدينة القدس. وحوالي 10 - 15% يعيشون في المناطق
الغربية من الضفة بالإضافة للنقب الشمالي.
على أطراف
الدائرة الحمراء يوجد تجمعات فلسطينية هامة، وهي مشتعلة بالمقاومة ضد الاحتلال (منذ
شهر حزيران الماضي) بدرجات متفاوتة:
نبدأ من الجنوب
الغربي حيث غزة.
ثم إلى الغرب
منها النقب الشمالي ونصف سكانه تقريبًا من الفلسطينيين وقد شاركوا بالمواجهات بعد
استشهاد محمد أبو خضير، وإن بنسبة أقل من غيرهم.
بعدها نتوجه
شمالًا إلى الضفة الغربية.
وأخيرًا نتوجه
إلى الشمال الغربي مرورًا بوادي عارة ومنطقة المثلث حيث يطبق الطوق على حيفا.
لأول مرة
بالتاريخ المعاصر تكون جميع هذه المناطق مشتعلة بفترة زمنية متقاربة، وفيما لو استمرت
الموجة الحالية فهذا له انعكاساته الهامة على الصراع مع الصهاينة:
أولًا: هنالك مشكلة
تاريخية تواجه حكومات الاحتلال تتمثل بإقناع المستوطنين بالخروج من الدائرة والسكن
بأطرافها أو خارجها (الضفة والنقب والجليل)، واشتعال هذه المناطق ستزيد المهمة صعوبة،
وسيبقى المستوطنين يعيشون في تل أبيب وما حولها والشريط الساحلي بحكم أنها الأكثر أمنًا.
ثانيًا: ستشكل هذه
المناطق بؤر استنزاف غير محتملة لجيش الاحتلال ولأجهزة أمنه ومخابراته، وهي عدة جبهات
على نطاق واسع نسبيًا.
ثالثًا: بعض هذه
المناطق هي حساسة بالنسبة للاحتلال مثل طريق عابر إسرائيل والذي يمر من منطقة المثلث
أو طريق حيفا تل أبيب والذي يمر من وادي عارة، أو مدينة القدس نفسها مركز الصراع والعاصمة
المفترضة للكيان المسخ.
ونظرًا لحساسية
الوضع فالصهاينة لن يسمحوا باكتمال الطوق حول رقبتهم، وحاليًا هم يحاولون إطفاء الحريق
وهذا ما فسر محاولتهم امتصاص المظاهرات التي تلت استشهاد محمد أبو خضير بطريقة
ناعمة (نسبيًا)، وهذا ما يفسر عدم رغبة حكومة الاحتلال بإطالة الحرب على غزة، حتى
لا يصلوا إلى مرحلة اللاعودة وتشتعل كل الجبهات ضدهم بطريقة لا يمكن السيطرة
عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق