حرمة زيارة صفحة أفيخاي أدرعي والمواقع المشابهة

يقول الحق عز وجل  :

""

وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذعوا بهۖ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهمۗ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلًا

""

سورة النساء / آية 83

المأساة التي نعيشها هي النقل الأعمى من مواقع العدو الصهيوني، وبالأخص المواقع التي يخصصها جيش الاحتلال وأجهزة المخابرات الصهيونية لتكون موجهة إلى العرب، ليس حبًا فيكم بل كجزء من الحرب النفسية.

ورغم أن أولو الأمر وأهل العلم (من يفقه بأمور الأمن) حذروا مرارًا من زيارة صفحة أفيخاي أدرعي أو الترويج لها، إلا أننا لا نجد إلا صدودًا واستهتارًا، ولماذا؟ لمجرد التسلية وتمضية الوقت بالسباب والشتم وإيهام أنفسهم بأنهم يقومون بشيء من أجل فلسطين (جهاد رخيص الثمن، وما هو بجهاد).

بعض هذه المعلومات واضح هدفه وخبثه (لكنه يؤثر) وبعضه يدس السم في العسل كما يقولون، ومن لا يستطيع التمييز فليراجع أهل الاختصاص (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وكما قال المفسرون فأهل العلم هم "أهل الاختصاص في كل فن".

ومن لا يستطيع الرجوع إلى أهل الاختصاص أو الاستئناس برأيهم، فلا ينقل ولا يذيع ما تنقله مواقع العدو، وبالتحديد صفحة أفيخاي أدرعي وكل ما على شاكلتها من المواقع المخصصة للعرب.

 

والأدهى والأمر أخبار ومعلومات لا أساس لها من الصحة وكلها طعن وتخذيل بالمقاومين، يتناقلها الكثيرون جهلًا منهم بمحتواها، لمجرد عناوين براقة تظهر الخير والمضمون كله خبث، ولو أزعجوا أنفسهم قليلًا وقرأوا لما نشروه!

من أمثلة الحرب النفسية التي يشنها جيش الاحتلال

من أمثلة ذلك تقرير مصدره مواقع صهيونية عن الناطق باسم القسام أبو عبيدة، يتضمن صورته واسمه ومعلومات كاملة عنه، وفوق ذلك يزعم التقرير أن "فضائية الأقصى هي من نشرت المعلومات وأنها زعمت تعرضها للاختراق من قبل الاحتلال، لكن الحقيقة أنها فعلت ذلك لأن محمد ضيف خشي أن يخطف أبو عبيدة الأضواء منه!!!" - (يا دي الأضواء اللي الكل بخبص فيها).

طبعًا الكثير نشرها مواقع أخبارية (يفترض أنها مهنية) وأناس عاديون، والكل فرح ومبسوط لأنه أشبع فضوله وأصبح يعرف هذا الرمز القسامي المهم (ولا أتكلم هنا عن الصهاينة العرب فأمرهم لا يهمني بل مؤيدو القضية الفلسطينية ومحبي حماس).

وما شاء الله الكل مبسوط على صورته ووسامته (حليوة ومز على قولة البعض)، وشهاداته العلمية وما إلى ذلك، دون تنبه إلى الرسالة الإعلامية الخبيثة (بعض المواقع لم تكلف نفسها أن تعدل بنص الكلام فقد أخذته نسخ ولصق!)، والأخطر من ذلك دون التنبه إلى الهدف الاستخباراتي من الأمر.

فمجرد أن تصبح صورة أبو عبيدة معروفة للجميع، وبحكم عمله كناطق إعلامي فهو يضطر للتنقل في أماكن محروقة أمنيًا، فسيبدأ الجميع بالكلام "أبو عبيدة شفته عند المفرق"، "هيو أبو عبيدة ركب سيارة الكايا هديك"، وكله معلومات مجانية للعدو، تنتهي باغتياله وتصفيته، ويبدأ وقتها الناس بسذاجتهم يلوموا العملاء!!

هذا مجرد مثال بسيط للضرر الفاحش من زيارة هذه المواقع، ولما في زيارتها من مخالفات شرعية واضحة، فالله عز وجل أمرنا بأن نرد هذه الأمور لأهل الاختصاص، وأهل الاختصاص "حفي لسانهم" وهم يقولون "لا تزوروا هذه المواقع"، وأجمعوا على منع النقل عنها.

وكما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: (كلكم راع ومسئول عن رعيته)، وكما جاء في سورة الأنفال -27 (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )، وهذه أمانة أنتم مسؤولون عنها، وزيارتكم لهذه المواقع ونقلكم عنها هي أكبر خدمة تقدمونها للعدو الصهيوني، ألا تدركون معنى ذلك؟

كلنا سمع بقصة نزول الرماة عن جبل أحد من أجل جمع الغنائم، فما بالكم بمن لا ينزل عن الجبل فحسب بل يطعن بالمسلمين من الخلف (جاهلًا أم عالمًا لا فرق)؟ وليته نزل عن الجبل طلبًا لمغنم أو دنيا يصيبها، فقط يقدم خدمة مجانية!!

فاتقوا الله واعلموا أن نقل محتوى صفحة أدرعي ونشره على الملأ هو مخالفة لتعليمات أهل الاختصاص (الذين أمرنا الله عز وجل بالاستماع لهم)، وهو معاونة للصهاينة على المسلمين، وهو خيانة للأمانة التي حملتموها.

إن كان فعلًا يحمل كل هذه الصفات ليس بالحرام، فلا أدري ما هو الحرام.