الأربعاء، 5 أغسطس 2020

العنف الداخلي المتصاعد في الضفة الغربية


قلتها سابقًا وأكررها فإن الضغط الذي يمارسه الاحتلال على شعبنا سيولد انفجارًا، إما أن يكون الانفجار داخليًا على شكل انفلات أمني وفوضى اجتماعية، أو خارجيًا على شكل مقاومة ومواجهة مع الاحتلال.

ما نراه من تدهور للوضع الأمني الداخلي وارتفاع العنف الاجتماعي هو إرهاصات الانفجار الداخلي، لأن لدينا سلطة تمنع الانفجار باتجاه الاحتلال وعجزًا فصائليًا عن تجاوز هذا المنع.

طبعًا العلاقة ليست مباشرة، فليس المقصود أن الجندي يضرب الشاب الفلسطيني على الحاجز فيذهب الشاب للمنزل ويضرب زوجته أو يقتلها، بالتأكيد لا تحصل الأمور هكذا.

الذي يحصل هو أن الضغط الذي يمارسه الاحتلال يرفع نسبة البطالة والفقر في المجتمع، وهما مرتبطان بشكل وثيق مع العنف الاجتماعي، ولا يوجد قيم وطنية أو دينية تصرف طاقات الشباب العاطل عن العمل والمكبوت والمحبط فإن لم ينشغلوا بالحق فسوف ينشغلون بالباطل.

وأضف لذلك الأجواء العامة الكئيبة وطول الجلوس في المنزل بسبب كورونا وتورط الناس في ديون وازمات متعاقبة نتيجة توقف عجلة الاقتصاد، كل ذلك يضيف ضغوطًا نفسيًا على المواطن تتراكم داخله وليس شرطًا أن تنفجر بشكل مباشر، بل قد تكون لحظة الانفجار نتيجة حدث تافه جدًا مثل خلاف على موقف السيارات.

باختصار: الاحتلال يصادر الأرض ويمنعنا من التنقل بحرية ويدمر اقتصادنا بشتى السبل، ويخلق بيئة سيئة اقتصاديًا واجتماعيًا، وبدلًا من محاربته وانتزاع ما هو حق لنا، نحاول انتزاع كرامتنا المهدورة وأموالنا المنهوبة من بعضنا البعض.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

����