عملية مستوطنة هار أدار تميزت بالآتي:
أولًا: في منطقة عبور العمال الفلسطينيين إلى الكيان الصهيوني، حيث يتم إذلالهم
وإهانتهم يوميًا، وهي رسالة واضحة بأن لقمة العيش المغمسة بالذل مرفوضة.
ثانيًا: المنفذ معه تصريح عمل داخل الكيان، وهذه ضربة للمنظومة الأمنية الصهيونية،
التي حاولت في العامين الأخيرين تطبيق نظام عقوبات "ذكي" يستهدف
المقاومين وعائلاتهم، ويعطي "تسهيلات" للناس العاديين.
فجاءت العملية من حيث لا يحتسبون كما حصل في عدة عمليات
بانتفاضة القدس، لكنها العملية الأقسى التي ينفذها مقاوم خارج "الشبهات
الأمنية" الصهيونية.
ثالثًا: منطقة شمال غرب القدس وجنوب غرب رام الله، مستهدفة بالاستيطان، وإجراءات
التضييق على حياة الفلسطينيين فيها من أجل دفعهم للهجرة ووصل منطقة القدس بتل أبيب
عبر الشارع رقم 443 ومحيطه.
وجاءت العملية بعد أيام من حديث الاحتلال عن ضم 4 قرى من
رام الله لضواحي القدس (بيت سيرا وخربثا المصباح وقبيا والطيرة)، مما يستدعي تسليط
الأضواء إعلاميًا وسياسيًا على هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة، حتى لا يستفرد
الاحتلال بها.
رابعًا: المستهدفون هم جنود من جهاز حرس الحدود الصهيوني، الذي يضم قمامة المجتمع
الصهيوني، ومعروف عنه بسوء معاملته للفلسطينيين وتصرفات انتقامية وإجرامية.
خامسًا: جاءت العملية بعد شهرين من عملية مستوطنة حلميش، وبعد فترة طويلة من
التراجع والهدوء، ومع اقتراب الذكرى الثانية لانتفاضة القدس، لتؤكد على أن هذه
الانتفاضة مستمرة رغم كل الظروف المعاكسة.
سادسًا: استطاع الشهيد باستخدام مسدس صدئ القيام بما عجزت عنه الجيوش العربية
بأسلحتها اللامعة، وفي حرب النكبة ألقوا سبب الهزيمة على أكتاف الأسلحة الفاسدة
لكن المقاومة في فلسطين أثبتت أنه حتى السلاح الفاسد والصدئ يمكن أن يقودنا
لانتصار.
هذه ليست أول مرة تنفذ به عمليات ناجحة بأسلحة بدائية أو
فيها عيوب، فالعقل البشري يستطيع تعويض أي عيوب تكنولوجية، ففي النهاية هذا العقل
هو تكنولوجيا ربانية لا تضاهيها أي تكنولوجيا أخرى أو تقترب منها.
المهم أن ندرك أهمية استغلال ما لدينا من مقدرات مهما
كانت بسيطة، وأن لا ننتظر السماء أن تمطر علينا الجيوش، فهذا المسدس الصدئ سيعيد
لنا صلاح الدين، وليس أحلام اليقظة.
هناك تعليق واحد:
نفع الله بك وبورك قلمك الحر
إرسال تعليق