استطاعت الثورات المضادة أن ترتب صفوفها بسرعة وبدأت
هجومها المضاد منذ عام 2013م، وفي المقابل ما زالت قوى الثورات العربية مرتبكة
تواجه الأنظمة بنفس الأساليب القديمة.
أنظمة الثورات المضادة غيرت من أساليب عملها فأصبحت تتحرك
بشكل علني، لا تخجل من التملق للأمريكان والصهاينة، وتسعى للقضاء على جميع الحركات
الإسلامية، وعززت من الفساد في مجتمعاتها.
ما لم يكن هنالك تغيير في أساليب مواجهة الثورات المضادة
فشعوبنا تسير نحو الهاوية تحت قيادة السيسي وابن سلمان وابن زايد وعبد الله الثاني.
فنحن نفتقر لنظرية ثورية تواجه هذه الأنظمة ولا يزال
الإخوان المسلمين يتمسكون بالنهج الإصلاحي لأنظمة غير قابلة للإصلاح، والعمل
الثوري يقتضي استخدام العنف بشكل يتفادى أخطاء القاعدة وأخواتها، لأنه لا حل مع
هذه الأنظمة إلا بالاستئصال.
هناك تعليق واحد:
بدأت الثورة المضادة بقيادة الحكومة السعودية مع بداية الثورات. فهي التي آوت الرئيس التونسي الهارب، وهي التي ساندت الحكومة البحرينية بجيشها لارتكاب مجزرة سكت عن إدانتها وعن تذكرها كثيرون يسمون أنفسهم ثوارا ربما لأن مواقفهم كانت أقرب للحكومة البحرينية، وهي التي دعت عصام شرف ثم محمد مرسي لاحقا ليعلنا الولاء لها في أول زيارة خارجية لهما. لكن رغم ذلك ورغم استمرار الحكومة السعودية في العبث باليمن وسورية ورغم وقوفها الواضح مع مجزرة رابعة وتصنيفها لجماعة الإخوان المسلمين في قائمة الحركات الإرهابية ما زال هناك من يظن أنها تختلف عن الطاغية الذي ثار عليه، وأنه يمكن الركون إليها لإزالته، وما زال هناك من يثق بمن يلهج لها بالدعاء ويحرم المظاهرات ضدها، وما زال هناك من يثق بمن سكت عن قصف التحالف للمدنيين في اليمن ثم بدأ بالكلام بعد إخراج قطر من التحالف.
الحل أولا في الوضوح، وتمييز الصديق من العدو، إذ لا يمكن لأي إرهابي أو أي حليف لإرهابي أن يكون صديقا أو نصيرا، فكيف إذا كان الإرهابي هو من أكبر الإرهابيين مثل نتنياهو أو ترمب!
إرسال تعليق