تظهر الصورة قيام
شباب مخيم الجلزون والذي يقع شمال رام الله يوم أمس الثلاثاء بإغلاق طريق نابلس -
رام الله، احتجاجًا على اعتقال أحد أبناء المخيم (عبد الحليم غنام) لدى أجهزة أمن
السلطة.
ورغم أن أحداثًا مماثلة تحصل في مخيمات شمال الضفة (بلاطة وجنين والفارعة) إلا أن ما يميز هذه هو أن المعتقل السياسي ليس من أنصار دحلان ولا نتيجة الخلافات الفتحاوية الداخلية، بل هو ابن حركة حماس وأسير محرر، ومتهم حسب الضميري بتهريب الأموال لعائلات الأسرى والشهداء.
الخبر رغم أهميته وارتفاع مستوى التحدي بوجه السلطة، لم يأخذ حظه من الاهتمام بالإعلام (بما فيه إعلام حماس الذي يفترض أن يهتم بهكذا حدث)، بينما لو كان حفلًا للملابس الداخلية التي تصنع من الكوفية الفلسطينية لبقي الناس يلوكون فيه لأيام وأسابيع.
هذه الانتقائية في المتابعة تعود إلى صورة نمطية عممها الإعلام تعتبر رام الله وكر الشيطان، وكل ما فيها شياطين وشعب قد تدجن على يد السلطة، لذا لا مكان لأي صورة أو معلومة تناقض الصورة النمطية.
والمواقع الإخبارية التي تسعى لزيادة عدد قراءها بأي ثمن لا تجد ضيرًا في تعزيز النعرات المناطقية والجهوية، دون أي اعتبار لرسالتها الإعلامية.
قد يكون من المفيد أن أشير في هذا المقام إلى أن رام الله شهدت أول مظاهرة في الضفة تهاجم مركز شرطة للسلطة (في شهر 6 العام الماضي) احتجاجًا على تقصير الشرطة بوقف اقتحامات جيش الاحتلال، وتم تحطيم المقر وسيارات الشرطة.
وفي رام الله أحرق في العام الماضي (وحده) 6 مطاعم تقدم الخمور، وتحطيم مطعم سابع بالحجارة والعصي، وأغلقت السلطة مطعم ثامن بعد ضغوط شبعية لسمعته السيئة بأنه بيت للدعارة.
كما أن رام الله هي ثاني محافظة بعدد الشهداء (بعد الخليل) العام الماضي، وهي من أكثر المحافظات (بعد القدس) نشاطًا في مقاومة الاحتلال خلال الأعوام القليلة الماضية.
ورغم أن أحداثًا مماثلة تحصل في مخيمات شمال الضفة (بلاطة وجنين والفارعة) إلا أن ما يميز هذه هو أن المعتقل السياسي ليس من أنصار دحلان ولا نتيجة الخلافات الفتحاوية الداخلية، بل هو ابن حركة حماس وأسير محرر، ومتهم حسب الضميري بتهريب الأموال لعائلات الأسرى والشهداء.
الخبر رغم أهميته وارتفاع مستوى التحدي بوجه السلطة، لم يأخذ حظه من الاهتمام بالإعلام (بما فيه إعلام حماس الذي يفترض أن يهتم بهكذا حدث)، بينما لو كان حفلًا للملابس الداخلية التي تصنع من الكوفية الفلسطينية لبقي الناس يلوكون فيه لأيام وأسابيع.
هذه الانتقائية في المتابعة تعود إلى صورة نمطية عممها الإعلام تعتبر رام الله وكر الشيطان، وكل ما فيها شياطين وشعب قد تدجن على يد السلطة، لذا لا مكان لأي صورة أو معلومة تناقض الصورة النمطية.
والمواقع الإخبارية التي تسعى لزيادة عدد قراءها بأي ثمن لا تجد ضيرًا في تعزيز النعرات المناطقية والجهوية، دون أي اعتبار لرسالتها الإعلامية.
قد يكون من المفيد أن أشير في هذا المقام إلى أن رام الله شهدت أول مظاهرة في الضفة تهاجم مركز شرطة للسلطة (في شهر 6 العام الماضي) احتجاجًا على تقصير الشرطة بوقف اقتحامات جيش الاحتلال، وتم تحطيم المقر وسيارات الشرطة.
وفي رام الله أحرق في العام الماضي (وحده) 6 مطاعم تقدم الخمور، وتحطيم مطعم سابع بالحجارة والعصي، وأغلقت السلطة مطعم ثامن بعد ضغوط شبعية لسمعته السيئة بأنه بيت للدعارة.
كما أن رام الله هي ثاني محافظة بعدد الشهداء (بعد الخليل) العام الماضي، وهي من أكثر المحافظات (بعد القدس) نشاطًا في مقاومة الاحتلال خلال الأعوام القليلة الماضية.
ولو عدنا إلى فترة الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى لوجدنا الكثير من الأسماء البارزة للمقاومة: الأسرى بلال وعبد الله ومروان البرغوثي، والشهيد عبد الرحمن العاروي والشيخ صالح العاروري والشهيد عادل عوض الله (الثلاثة من مؤسسي القسام في الضفة)، والشهيد حسنين رمانة، والأسير القائد إبراهيم حامد، والقائمة تطول لو أردنا الحصر.
ولا ننسى أن حماس اكتسحت أصوات الناخبين في رام الله بانتخابات البلديات عام 2005م والتشريعي عام 2006م، وانتخابات جامعة بيرزيت لمرات عديدة آخرها الشهر الماضي.
كل ذلك يسقط امام الصورة النمطية التي يروج لها الإعلام الذي لا يرى إلا حفلات الرقص وكوفية أصبحت ملابس داخلية، فكل من ذكرتهم أعلاه ليسوا من رام الله (حسب النظرة النمطية)، حتى يأخذ عامة الناس راحتهم بالشتم والردح والإساءة وكأن رام الله مطوبة باسم محمود عباس.
الصورة النمطية لا تتوقف عند رام الله، فالنعرات المناطقية والجهوية تمزق عالمنا العربي، وهي نعرات تعود للغرائز البدائية لدى المجتمع، ويأتي الإعلام ليستغل هذه الغرائز البدائية وبدلًا من أن يحاربها يعززها!
هذه الصور النمطية والنعرات المناطقية تساهم في تمزيق المجتمع الفلسطيني (والمجتمعات العربية)، وهي نعرات لا تقوم على منطق أو معطيات ذات مصداقية إنما على التهييج الغرائزي والنظرة السطحية واختزال المشهد بطريقة سخيفة.
وفي حالة رام الله نضيف سيئة أخرى أنها تحرف النظر عن المتهم الرئيسي، وتفرغ الغضب من السلطة ومحمود عباس في مناكفات مناطقية، فيسلم عباس وسلطته بينما يعاني أهل مدينة (أو منطقة) من جريمة لا ذنب لهم فيها.
الخلاصة في كل منطقة ومدينة وقرية ومخيم ودولة هنالك الصالح والطالح، والنعرات المناطقية تلغي كل ذلك ولا ترى إلا الطالح ولو كان أقلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق