عندما يتم تناقل خبر عن هتاف جمهور أردني "بالروح
بالدم نفديك يا إسرائيل"، ودون أي محاولة للتثبت من صحته، فهذا ليس بالأمر
الطبيعي إنما نتاج لعبة يلعبها النظام الأردني منذ زمن طويل قائمة على إثارة
النعرات العنصرية بين الفلسطينيين والأردنيين.
ومشكلة الإخوان المسلمين وحماس والقيادة السياسية
لفلسطينيي الأردن هو أنهم يعالجون الموضوع بالطريقة الخطأ؛ أي ترداد شعارات عن
الوحدة الأردنية - الفلسطينية، وتجنب الكلام عن فلسطين وتحرير فلسطين.
والنتيجة استمرار لعبة النظام وإنزلاق الجماهير الأردنية
والفلسطينية نحو الردح العنصري، وتفريغ الغضب تجاه بعضهم البعض، فيما النظام باقٍ
ويتمدد.
تصاعد الصراع العنصري الفلسطيني هو نتيجة طبيعية لإنسداد
الأفق السياسي في الأردن وفي فلسطين، فلا إمكانية لتغيير النظام ولا إمكانية
لتحرير فلسطين، فأين يصرف الشباب طاقتهم؟ في الثغرة التي أتاحها لهم النظام، أي
المناكفات العنصرية.
بالتالي فمن أجل حل هذه الظاهرة يجب إعادة توجيه طاقات
الشباب نحو أهداف عليا وسامية يسعون لأجل تحقيقها، أي القضية الفلسطينية وتغيير
النظام، وغير ذلك عبث مكعب، فهل يمتلك أصحاب القرار شجاعة السير بهذا الاتجاه؟ أم
يستمر النظام بقضم المشروع الوطني لقمة لقمة، وإدارة اللعبة العنصرية بكل كفاءة
وخسة ونذالة؟