نسمع كلاماً كثيراً حول مطالبات بتدخل المجتمع الدولي من أجل مساعدة الشعب الليبي ووقف جرائم معمر القذافي، وكان بالأمس للمفكر منير شفيق رأياً معارضاً لأي تدخل دولي لأنه إذا تدخل الغرب فستأتي قوات احتلال ونعيد مأساة العراق، وقال أن الشعب الليبي قادر على الانتصار بجهده الذاتي وليس بحاجة لمساعدات مشبوهة من المجتمع الدولي والغربي.
واليوم رجب طيب أردوغان قال أنه ضد فرض عقوبات على ليبيا لأن هذه العقوبات ستؤذي الشعب الليبي ولن تؤذي النظام، وأعرب عن ثقته بقدرة الشعب الليبي. والشيخ علي الصلابي اليوم أكد على رفض التدخل العسكري في ليبيا، ويقول أن الشعب الليبي قادر على حسم الأمور. وهنا نؤكد على ما قاله الرجلين فأيام معمر القذافي معدودة وجميع المحيطين به تخلو عنه، والوضع الميداني ليس في صالحه إطلاقاً.
ماذا يمكن للمجتمع الدولي (أو الأصح الدول الغربية) تقديمه للشعب الليبي ميدانياً وعسكرياً؟ هنالك أمرين:
1- قصف الطيران لمقر القذافي في باب العزيزية والثكنات المتبقية بيد مرتزقته، قصفاً مركزاً وتدميرها بحيث تفتح المجال للثوار من أجل التقدم وتحرير طرابلس، لكن هذا الخيار يحتاج لوقت من أجل التجهيز والتخطيط والتنفيذ يمتد لأسبوع على أقل تقدير، والقذافي لن يبقى في الحكم لأكثر من أسبوع، ومن الناحية الأخرى فالغرب والدول العربية لن تفكر بهذا الخيار حالياً.
2- فرض منطقة حظر طيران وهذه لا تفيد حالياً، لأن سلاح الطيران خارج سيطرة القذافي حالياً، وفي حال لا سمح الله فرضت منطقة حظر الطيران فلن يتم إزالتها بعد الإطاحة بالقذافي، بل ستبقى.
باختصار التدخل العسكري الخارجي كارثة ومصيبة، لأن القوم لن يأتوا سريعاً، بل سيأتوا بعد الإطاحة بالقذافي وسيفرضون شروطهم على الشعب الليبي.
الوضع الميداني في صالح الشعب الليبي وفي صالح الثوار، وبإذن واحد أحد يوم غدٍ الجمعة هو آخر جمعة للقذافي في طرابلس، الجمعة القادمة سيكون إما في القبر أو في الخارج أو في السجن، الشرق الليبي تحت سيطرة المقاومة، مدن غرب ليبيا بدأت بالتحرر وتحديداً المدن المحيطة بطرابلس مثل الزاوية ومصراتة، وصباح اليوم الأربعاء حاولت فلول القذافي استعادتها لكنه فشلت وتم صدها بكل سهولة.
الآن مرتزقة القذافي يحاولون مهاجمة الزاوية من خلال هجمات كر وفر، وهذا دليل على الضعف الشديد الذي وصلت إليه هذه القوات، الكر والفر يلجأ إليه ضعفاء التسليح وقليلي العدد، وإذا أضفنا ضعف العقيدة الإيمانية فهذا يعني أن هزيمتهم هي قاب قوسين أو أدنى.
المرتزقة (سواء كانوا مرتزقة أجانب أو من أزلام النظام) همهم الأول هو مصلحتهم الذاتية، وفي ظل إطباق الثورة الخناق عليهم، فهمهم الأول هو حياتهم، لذا يجب أن يرتكز التكتيك في التعامل معهم على اقناعهم بتسليم أنفسهم وضمان حياتهم فيما لو سلموا أنفسهم.
قد يتكمن الثوار من حسم معركة طرابلس خلال يومين إن كان مستوى التنسيق بينهم عالياً وجيداً، انهيار جيوش المرتزقة عندما يبدأ فإنه يكون أسرع مما يتصور أكثر الناس تفاؤلاً.
ما هو مطلوب من العالم الخارجي هي المساعدات الطبية التي يقدمها الإخوة في مصر وتونس، وعدم الاعتراف بحكم القذافي والاعتراف بالحكومة المؤقتة التي سيشكلها الثوار بعد الانتصار، الطلب أكثر من ذلك سيكون عبء على الشعب الليبي وخاصة إذا تكلمنا عن عقوبات أو عن تدخل عسكري، لذا يجب على الجميع أن يرفضوا صراحة العقوبات والتدخل العسكري مثلما قام الشيخ علي الصلابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق