لم يكونوا في فلسطين وقت الانتفاضة الأولى، وعادوا مع إنشاء السلطة، وعندما انطلقت انتفاضة الأقصى هربوا للخارج حتى وضعت الحرب أوزارها، وبعدها عادوا ولا يكفون عن الشكوى ليل نهار من تعبهم من الانتفاضات ومقاومة الاحتلال التي يزعمون أنها لم تجلب إلا "خرب البيت".
يعملون في منظمات دولية وngos ولم تتأثر رواتبهم لا بحصار غزة ولا الحرب الشرسة التي تشن على قطاع غزة، لكنهم يقرفونا بأن حماس هي سبب معاناة غزة وأنهم زهقوا صمود وتعبوا من الصمود.
هذه الفئات على الرغم من هامشيتها في المجتمع الفلسطيني، إلا أن صوتها عالٍ ويملأ فضاء المواقع الاجتماعية، ويتوهم المتابع من خارج فلسطين أن الشعب الفلسطيني قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ورفع الراية البيضاء.
لو كانت هذه الأصوات النشاز تمثل ثقلًا حقيقيًا في الشارع الفلسطيني لانهارت حماس منذ زمن طويل في غزة، ولما رأينا عشرات الشبان يضحون بحياتهم لتنفيذ عملية طعن ودهس في الضفة، وآخرين يحملون أرواحهم على أكفهم وهم يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة.
الناس تأذوا جدًا من الحصار المفروض في الضفة وغزة (الفرق بينهما في شدة الحصار وليس وجوده فهو موجود في كليهما)، والناس تأذوا من الحروب ومن الاستيطان ومن الإهانة على معابر الضفة وغزة، وتأذوا من سوء الأحوال الاقتصادية (وسببها مركب من الاحتلال بالدرجة الأولى والفساد بالدرجة الثانية).
لكن رغم كل ذلك فالقناعة عند الغالبية هي أن الاحتلال هو السبب الأول والرئيسي لما يعيشونه، والغالبية صامدة والغالبية لن تركع إلا لله، ورغم ذلك يحاول المتساقطون نشر ثقافة الرذيلة السياسية وتبرير الانبطاح ورفع الراية البيضاء وتجريم الصمود وتجريم المبادئ.
يجب مواجهة المتساقطين بثقة المقاوم المنتصر بإذن الله، والتأكيد على أننا صامدون ولن نركع للقمة العيش ولن نقبل المساومة، والأهم من كل ذلك لن نقبل استغفالنا واستحمارنا من قبل فئة المتساقطون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق