تبين أن
منفذ عملية الطعن صباح اليوم في عسقلان هو لاجئ إفريقي سوداني الجنسية (كامل حسن –
32 عامًا)، ليكون أول سوداني (وعربي) ينفذ عملية في انتفاضة القدس ويرتقي شهيدًا.
ليس من
الواضح إن قدم إلى فلسطين خصيصًا لتنفيذ عملية، أم أنه قرر تنفيذها بعد وصوله
إليها، لكن فعله حجة على كل عربي ومسلم يتقاعس عن نصرة فلسطين بحجة أن الحدود
مغلقة.
وهنا لا
بد من توضيح اللبس الحاصل لدى الكثير من الناس، فاللاجئين الأفارقة في فلسطين
وعددهم بضعة عشرات الآلاف، ليسوا يهودًا، وهجرتهم إلى فلسطين لطلب اللجوء وتحسين
المستوى الاقتصادي، والصهاينة لا يريدوهم ويبقونهم موجودين في فلسطين إلى أن يجدوا
لهم مكانًا آخر يرسلونهم إليه.
وهم
يختلفون بشكل كامل ومطلق عن اليهود الأثيوبيين (الفلاشا) فهؤلاء يهود ويحملون
الجنسية الصهيونية، ولهم كامل الحقوق كمستوطنين صهاينة، بينما اللاجئين الأفارقة
لا حقوق مطلقًا لهم، ومنهم مسيحيون وآخرون مسلمون وغيرهم وثنيين.
غالبية
اللاجئين الأفارقة يأتون من السودان وأرتيريا بينما يتم ترحيل القادمين من باقي
الدول الأفريقية أولًا بأول، واللاجئين المسلمين وخاصة القادمين من دارفور
متعاطفون مع القضية الفلسطينية، بينما غير المسلمين وخاصة القادمين من جنوب
السودان متعاطفين مع الكيان الصهيوني.
هناك تعليقان (2):
كيف يكون "فعله حجة على كل عربي ومسلم يتقاعس عن نصرة فلسطين بحجة أن الحدود مغلقة"؟ بدل أن نقول أن إضراب محمد القيق وغيره حجة على كل حاكم ووزير ونائب من هؤلاء الذين يتعاونون مع الإرهابيين الصهاينة أو مع الحكومة الأميركية التي تدعمهم أو يتحدثون عن الواقعية والضرورات السياسية لعدم قطع كافة العلاقات مع الصهاينة نحاول تبرير الأخطاء بنهاياتها النادرة أو بغاياتها النبيلة أو بسوابق أصحابها الجيدة أو بنواياهم التي نعتقد أنها حسنة.
هل ستقول مثل هذه الجملة إذا قام فلسطيني أو يهودي متضامن مع الفلسطينيين بالالتحاق بجيش الاحتلال ثم دمر كتيبة من الجنود أو فجر مستوطنة كاملة؟ أم إذا استنكر أحد الحكام عملية بطولية ووصفها بالإرهابية لكيلا تمنعه سلطات الاحتلال وداعموها من تقديم مساعدات إنسانية إلى فلسطينيين؟ أم إذا استضافت إحدى القنوات أحد الصهاينة وقالت له أهلا ومرحبا يا سيدي الكريم لأنها ستحاول فضح حججه الضعيفة أمام الجمهور العربي؟ أم إذا قبل مسلم أن يكون سفيرا لدولته في تل أبيب لأن رئيسه لا يمكن أن يكون خائنا؟ أم إذا قبل هذا الرئيس بمبادرة الاستسلام والتطبيع العربية لأنه لا بد أن هذه خطوة في خطة بعيدة المدى لتحرير فلسطين؟
أنت خلطت بين أمور كثيرة، وفي النهاية هنالك تقصير عند الجميع في عدم وجود جهاد على الحدود مع فلسطين.
والضحك على الذات "أننا مقاطعون" بينما الاحتلال ينام آمنا منهم لا يختلف كثيرًا عن المطبعين.
وأخيرًا معياري هل الفعل يقوض الكيان الصهيوني أم يقويه، فإن كان الهدف هو تقويض الكيان وأدى إلى ذلك فهذا جهاد، أما إن كان الفعل يقوي الاحتلال فهو انبطاح وعمالة.
والحرب خدعة فمن تظاهر أنه مع الاحتلال ليضربه في مقتل هو مجاهد، ولا يمكن مساواته بمن يتعاون مع الاحتلال ويحارب في صفه.
إرسال تعليق