الاتفاق ينص
على هدنة تستثني داعش وجبهة النصرة، وتحمي حلفاء النظام بما فيهم قوات حماية الشعب
الكردية.
والاتفاق تم تفصيله على المقاس الروسي بعد
انتصاراتهم في حلب، حيث تبقى إدلب أبرز مناطق الثوار المتبقية وفيها تواجد كبير لجبهة
النصرة وهكذا يتيح الاتفاق لروسيا الهجوم على إدلب.
مع ذلك أرى أنه يجب على هيئة التنسيق وفصائل
الثورة السورية الإعلان عن موافقتهم على الهدنة وأن يطالبوا بما يخصهم (وقف الغارات
الروسية ودخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى)، وأن لا يدخلوا في صراع مع
المجتمع الدولي حول جبهة النصرة (بإمكانهم تجاهل الأمر)، لأنهم إن عارضوا استثناء جبهة
النصرة فسينسى العالم جرائم الروس والنظام وندخل في نقاش حول جبهة النصرة هل هي إرهابية
أم لا، ولو وافقوا على استثناء النصرة فسيعطون الذريعة للروس والتبرير لما سيقومون
به في إدلب، فالحل الأمثل هو التجاهل والسكوت عن هذه النقطة.
وفي الميدان بإمكانهم مواصلة قتال النظام حيثما
أمكنهم ذلك، فطبيعة الاتفاق بالإضافة لعنجهية الروس والنظام، تتيح لهم ثغرات كثيرة
وبإمكانهم أن يبرروا قتالهم إعلاميًا بأنه دفاع عن النفس (حتى لو لم يكن كذلك).
روسيا تتجه إلى حسم الحرب عسكريًا وهي تريد
من الهدنة أن تكون محطة على تلك الطريق، والثوار لا خيارات كثيرة أمامهم، والأجدر أن
يستعدوا لحرب عصابات يستنزفون بها الجيش الروسي بدلًا من الرهان على تدخلات خارجية
بات واضحًا أنها لن تكون مثلما يريدون.
نقطة هامة:
لماذا لا يطالب ممثلو المعارضة والثورة السورية
بعودة اللاجئين والمهجرين؟ صحيح أن الوضع على الأرض لا يسمح بذلك لكن يجب الحفاظ على
حقهم، وترداده في كل مناسبة حتى لا تتكرر مأساة نكبة فلسطين عندما وضعت قضية اللاجئين
على الهامش بعيد النكبة إلى أن أصبحت مشكلة عصية على الحل.
ما يجري في
سوريا عملية تطهير عرقي على غرار ما حصل في فلسطين عام 1948م وأهم إجرائين لعدم تكرار
المأساة: المطالبة الدائمة بعودة اللاجئين والمهجرين، وعدم وقف القتال إلا بعد رحيل
الروس والإيرانيين، حتى لو أضطروا لحرب العصابات طويلة الأمد.
على الهامش:
بالنسبة لمن
يطالب جبهة النصرة بالانسحاب من المدن أو التخلي عن ارتباطها بالقاعدة، فأنا لا آمل
خيرًا من النصرة وهي لن تضحي بشعاراتها ومصالحها الحزبية الضيقة من أجل مصلحة الشعب
السوري، فهذه التنظيمات عندها عقدة الشعارات والقشور ولو كانت على حساب الجوهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق