من
المعيب استخدام قضية إضراب الأسير محمد القيق من أجل تصفية الحسابات الشخصية
والفصائلية ومحاولة إبراز الذات على حساب حشد الناس حول هذه القضية المركزية .
فمع
تدهور حالته الصحية في الأيام الماضية بدأت أسمع أصواتًا نشازًا تحرف البوصلة عن
دعم إضراب الأسير والمواجهة مع الاحتلال، لتكون مناسبة لجلد الآخرين تحت مسمى
"تقصيرهم ".
وأخص
بالذكر بعض "المستقلين" الذين يجدونها فرصة لإبراز ذواتهم عبر شتم
الفصائل أو بعض الحزبيين الذين يستغلون الوضع لطعن خصومهم، وبدلًا من أن تكون جهودهم
منصبة نحو حشد الناس وراء قضية القيق يفتعلون معارك جانبية لا تخدمه ولا تخدم
انتفاضة القدس.
رسالة
الأسير محمد القيق في الحياة كانت إشعال الانتفاضة الثالثة، وهو يريد من خلال
إضرابه عن الطعام صب الوقود على هذه الانتفاضة، فمن أراد نصرته فعلًا فيجب عليه أن
يحشد الناس وأن يوجه الرأي العام نحو مقاومة الاحتلال.
وأي جهد
لا يصب في هذا الاتجاه فهو فعل لا أخلاقي ومشبوه ويجب على أصحاب الأصوات النشاز
مراجعة أنفسهم.
وعلى
مناسبة ذكر دورالفصائل وبالتحديد حركة حماس فأريد الإشارة إلى أنه منذ بدء
الانتفاضة هنالك قرار لدى الحركة بالإنخراط في الفعاليات العامة ورفع علم فلسطين
وعدم رفع رايتها إن كان ذلك سيكون سببًا لإفشال الفعاليات، حتى لا تكون الفعاليات
والرايات الحزبية موضع نزاع وفرقة.
لذلك
حماس تنظم نشاطات مشتركة مع بقية الأطر والتنظيمات تحت مظلة أهل الأسير أو هيئة
شؤون الأسرى، وأبناؤها يشكلون غالبية المشاركين في فعاليات نصرة الأسير القيق، كما
أن هنالك مشاركة قوية من الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي في هذه الفعاليات التي
تنظم بلا صبغة حزبية كي تستقطب المستقلين وكافة الأطر.
مع ذلك
نجد الغالبية الساحقة من المستقلين يزهدون عن المشاركة ويكتفون بإلقاء اللوم على
غيرهم، لكن أعيد وأكرر القول ليس الوقت وقت تصفية حسابات أو إلقاء اللوم على هذه
الجهة وتلك، وإنما الواجب هو بذل كل جهد ضد الاحتلال الصهيوني، ولينظر كل منا إلى
نفسه قبل أن يتكلم عن غيره.
أما شباب
الانتفاضة المقاومون من كافة الاتجاهات فهم موجودون في الميدان يبذلون أقصى جهدهم
ضمن مشاركتهم في انتفاضة القدس، رغم حملات الاعتقال والملاحقة من جانب الاحتلال
وأجهزة أمن السلطة، ولا يمكن أن نحملهم أكثر من طاقتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق