تقدم ثوار سوريا
في السويداء بالتنسيق مع قيادات الطائفة الدرزية سيقضي على خيار تقسيم سوريا،
وسيشكل ضربة قاصمة للنظام، وفي المقابل نجد الإعلام الصهيوني يتكلم عن تدخل جيش
الاحتلال من أجل "حماية دروز سوريا". فما المغزى من ذلك؟
للصهاينة هدفين
من وراء ذلك:
الأول، الضحك على دروز فلسطين الذين هم جزء من مؤسسة الكيان
الصهيوني، والتظاهر بأن "دولة إسرائيل" تهتم بطائفتهم.
الثاني، هو محاولة لمنع أي تحول في مسار الثورة السورية نحو
الحسم، لأن الوضع الحالي أكثر من مناسب للصهاينة، وما يريده الصهاينة هو تقسيم
سوريا أو استمرار الحرب لعشرات السنوات.
ولا يجدون أفضل ولا أسهل من اللعب على الوتر الطائفي وتهييج الناس، لأن الجهتين
(العرب السنة والأقليات) محتقنون لأعلى الدرجات بما يسهل عملية التدليس واللعب على
العواطف.
طبعًا الصهاينة
لن يتدخلوا في سوريا لصالح الدروز، إلا بتزويدهم بالسلاح في حال قرروا أن يكونوا
جزء من محرقة حرب أهلية وتفتيت سوريا، وذلك من أجل إطالة أمد الحرب.
المطلوب الآن هو إفشال
المسعى الصهيوني (والأسدي) لإبعاد الطائفة الدرزية عن الانضمام للثورة السورية (أو
تحييدها على الأقل)، والابتعاد عن لغة المزايدات والتهديد والوعيد ومفردات الويل
والثبور وجئناكم بالذبح.
العقائد الدرزية
التي تتناقض مع الإسلام موجودة منذ ألف عام، ولا يمكن إزالتها بعنتريات الجماعات
المنهجية، أما تحالفات الدروز مع النظام السوري أو تحالف دروز فلسطين مع الصهاينة،
فليست مبادئ ثابتة ولا يوجد شيء في عالم السياسة اسمه ثابت، وكل شيء قابل للتغير،
وإن استطعت أن تحيد الدروز اليوم فستوفر الكثير على الثورة السورية.
وأخيرًا من يظن
بعقلية أن الثورة انتهى 90% منها وبقي القليل، وأنه آن أوان لغة العنجهية وتصفية
الحسابات فهو مخطئ، فالثورة لم تقطع أكثر من 35% من طريقها الطويل، وإن بقيت داعش
في الصورة فسنحتاج لسنوات طويلة جدًا بعد سقوط الأسد من أجل إعادة توحيد ولملمة
سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق