فاز حزب العدالة
والتنمية بـ41% من الأصوات وحصل على 258 مقعد، ويليه حزب الشعب الجمهوري 25% من
الأصوات و132 مقعد، ثم الحركة القومية التركية و82 مقعد، وأخيرًا حزب الشعوب
الكردي و78 مقعد.
تراجع حزب
العدالة والتنمية من 47% (327 مقعد) في آخر انتخابات إلى 41%، وفقد القدرة على
تشكيل الحكومة لوحده لكنه ما زال الحزب الأكبر ومن شبه المؤكد أنه سيشكل الحكومة
القادمة بالتحالف إما مع الحركة القومية أو الأكراد، لأنه لا أمل لخصومه بتشكيل
حكومة بدون العدالة لأن الأحزاب الثلاثة يستحيل أن تتفق مع بعضها البعض.
أسباب تراجع حزب
العدالة والتنمية:
أولًا: الخلاف مع جماعة فتح الله كولن، والحملات الإعلامية ضد
أردوغان وحزبه.
ثانيًا: الحفاظ على شعبية بين الناس بعد 13 سنة في نظام حكم
ديموقراطي أمر صعب جدًا، لأسباب عديدة، أهمها أن رضا الناس غاية لا تدرك.
ثالثًا: دخول حزب كردي للمنافسة كان على حساب حزب العدالة
والتنمية بالدرجة الأولى، كما أن النظام الانتخابي والذي ينص على استبعاد الأحزاب
التي تحصل على أقل من 10% من الأصوات، كان سابقًا يلعب لصالح حزب العدالة والتنمية
لأن أصوات هذه الأحزاب تتوزع ويستفيد منها حزب العدالة والتنمية.
أما هذه المرة ومع فوز الحزب الكردي فنسبة الأصوات الضائعة أقل وبالتالي استفادة
حزب العدالة منها أقل.
رابعًا: اعتقد أن خوف الناس من النظام الرئاسي الذي أراد
أردوغان تطبيقه ساهم بعض الشيء في الانخفاض بنسبة أصوات حزب العدالة والتنمية.
النتيجة ليست
سيئة لكنها ليست جيدة أيضًا، فحزب العدالة والتنمية تراجعت نسبته لكنه على الأغلب
سيبقى في الحكم وهو ما زال الحزب الأكبر وبنسبة عالية.
إيجابيات النتائج
في رأيي:
1) دخول الأكراد
الحياة السياسية وربما الحكومة، يسهل من عملية دمجهم في الدولة التركية، ويخفف من
النزعات الانفصالية لديهم.
2) استمرار حزب
العدالة بالإنفراد بالحكم له مضار لأنه سيقود إلى الفساد بأشكاله المختلفة وعلى
الأقل إلى الروتين القاتل الذي لا يفيد تركيا ولا الحزب ولا مشروعه.
3) حتى يستيقظ
الإسلاميون عمومًا (وأتكلم عن العرب منهم تحديدًا) من وهم أن الناس يجب أن يحبوهم
تلقائيًا فقط لأنهم يحملون مشاريع إسلامية أو نهضوية.
4) عدم تمرير
مشروع أردوغان للنظام الرئاسي لأنه برأيي مدخل لنظام ديكتاتوري على المدى البعيد.
سلبيات النتائج:
1) استغلال
الدواعش والعلمانيين العرب لوقع النتيجة من أجل التبشير بسقوط المشروع الإسلامي
المعتدل، ورغم أن الأمر بعيد عن الواقع، لكن إعلاميًا سيعزفون على هذا الوتر
وسيبالغون به جدًا.
2) احتمال ضئيل
بأن يتم إخراج العدالة والتنمية من الحكومة لكن كما قلت يبقى احتمال ضعيف جدًا.
3) قد يشكل شركاء
أردوغان بعض القيود عليه وعلى مشاريعه وخاصة القضايا السياسية الخارجية مثل القضية
الفلسطينية والسورية.
والخلاصة: النتائج تعلمنا أن المشروع الإسلامي ما زال أمامه مشوار
طويل ويحتاج لنفس طويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق