في الذكرى الأولى
لتنفيذ عملية الخطف، مرفق جزء من تسجيل المكالمة الهاتفية التي أجراها أحد المخطوفين
مع شرطة الاحتلال أثناء عملية الخطف؛ المكالمة التي كانت سببًا في قتل المخطوفين
الثلاث.
الكثيرون تسائلوا
وقتها لماذا تقتلهم كتائب القسام إن كانت النية تبادل الأسرى، وبعد التحقيقات وتكشف
تفاصيل العملية، أعيد نشر ما حصل والخلل الذي أدى للقتل.
كان التخطيط لخطف
مستوطن واحد فقط وإخفاؤه في محل حلاقة داخل مخبئ خاص، لكن عندما مر الشهيدان
القواسمي وأبو عيشة من عند الموقف، أوقفه أحد الثلاثة ولم يكن الآخرين ظاهرين.
فتوقف الشهيدان
ليقلا المستوطن ثم ظهر صديقاه وطلبوا أن يركبوا ثلاثتهم، وهنا خشي الشهيدان أن
يكتشف أمرهما لو رفضا، فقبلا وخطفا الثلاثة أثناء قيادة السيارة عن طريق تهديدهم
بمسدس.
لم يكن سهلًا على
اثنين أحدهما سائق السيارة أن يسيطرا على ثلاثة مخطوفين، فتمكن أحدهم من مغافلتهما
والاتصال مع الشرطة، وعندما انتبها له أطلقا النار عليه وعلى زملائه، ومن التسجيل
نكتشف أن الهاتف بقي مفتوحًا حتى بعد القتل.
اضطر الشهيدان
للتغيير في الخطة، وأخذا الجثث الثلاثة إلى قطعة أرض كان أحدهما قد اشتراها في وقت
سابق، ودفنوهم على عجل، مما سهل اكتشافهم بعد 18 يوم وخاصة أن بقاء الهاتف مفتوحًا
قد ساعد جيش الاحتلال على تحديد المكان التقريبي لآخر تواجد لهم، وهو شمال مدينة
الخليل.
أغلب عمليات
المقاومة تتعرض لظروف استثنائية لم يكن قد خطط لها مسبقًا، ونادرًا ما تنفذ عملية
كما خططت بالضبط، وبعضها كان يفشل بسبب هذه الظروف الاستثنائية وبعضها كان ينجح
رغم هذه الظروف.
وذلك لأن ما يحصل
في الميدان لا يعتمد على المقاومين فحسب بل يعتمد أيضًا على الكثير من العوامل التي
هي خارج سيطرتهم، وهنا تأتي أهمية الخطط والخيارات البديلة، فبدونها فستكون نسبة
الفشل أعلى.
أخيرًا نلحظ أن
أصوات الشهيدين غير واضحة وخصوصًا في نهاية التسجيل، لأن المذياع كان مفتوحًا،
وهذا أحد الأساليب الأمنية (أي فتح تلفاز أو راديو) من أجل الحماية من التجسس، فمن
يتنصت لن يسمع للحوار بشكل واضح وربما تضيع منه بعض الكلمات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق