كان لتزامن انتصارات داعش في الرمادي وتدمر صدىً استغله
إعلام الإثارة لينفخ في صورة داعش، دون أن يحاول الإجابة عن كيف حققت ذلك، لذا سنتكلم
عن الكيفية التي تحقق بها داعش انتصاراتها اللافتة للنظر، والتي يظن الكثير أنها
ليست إلاصفقات ومؤامرات بين الأنظمة في سوريا والعراق وتنظيم داعش، لكن كما سنرى
فالأمر أكثر تعقيدًا من هذا التبسيط المخل.
تعتمد داعش على عدة استراتيجيات وتكتيكات عسكرية ونفسية،
معروفة وتستخدمها الكثير من الجيوش والأنظمة، لكن داعش تستغلها إلى أبعد مدى بالإضافة
إلى بصمتها الذاتية.
أولًا: مهاجمة نقاط الضعف؛ فمن أساسيات العمل العسكري أن تبحث عن نقاط ضعف عدوك
وتهاجمه من خلالها، وداعش التي تحارب وتخاصم الجميع، دائمة البحث عن خصوم ضعاف لكي
تهاجمهم، وهذا ما يفسر كثرة مهاجمتها لتنظيمات ثورية وجهادية سواء في العراق أو
سوريا أو ليبيا، لأن هذه التنظيمات أضعف وأقل تسليحًا من القوات النظامية.
وجاءت مهاجمة تدمر بعد أن شعرت داعش بضعف النظام، عقب
الهزائم المتلاحقة والانهيار في معنويات جنوده في أدلب وحوران، مما اضطره لسحب
قواته من المناطق النائية والبعيدة، لتعزيز وضعه سواء في دمشق أو معاقله في
الساحل.
تدمر وبادية الشام هي منطقة صحراوية واسعة لكن لا كثافة
سكانية فيها، والدفاع عنها مكلف والفائدة للنظام قليلة، وقد أخذ وقته وهو يخليها
فاستطاع أن يخلي منها السجناء والآثار، وحتى السلاح النوعي تم إخلاؤه، وما أشيع عن
مخازن سلاح استولت عليه داعش لا يوجد عليه أدنى دليل، بل على العكس أظهرت تسجيلات
داعش أسلحة فردية استولوا عليها من قوات النظام.