شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
الاثنين، 15 فبراير 2010
فالنتاين إسلامي
اعتبرها من نعم الله أني أرتاد المنتديات الإسلامية وأعيش في مجتمع بعيد نوعاً ما عن تتبع موضات وصيحات الغرب، لأرتاح من قرف العادات الغربية التي يبرع البعض بتبنيها، هاجرين ما هو مفيد من الغرب وتاركين قيم مجتمعهم ودينهم.
وفي مثل هكذا أجواء آخر ما أتمنى رؤيته إعلانات الفالنتاين وعيد الحب، وقصص عيد الحب، وشو بدك تعمل في عيد الحب، وكل حب وأنت بخير، ورؤية الألوان الحمراء الفاقع لونها، لكن مع ذلك تطاردني هذه الألوان، وأنا لا أحب الأحمر الفاقع (خلقة)، والحجة؟ سيل من الفتاوى تحرم عيد الحب.
طيب ولماذا نشرها في المنتديات الإسلامية؟ هل رأينا هذه المنتديات تحتفل بعيد الحب لنقول لروادها هذا حرام ولا يجوز؟ هل رأينا رواد المساجد يحملون الورود الحمراء ليهدوها لصديقاتهم لنوزع النشرات داخل المساجد؟ من اسمه واضح أنه عيد بعيد عن الروح الإسلامية، ويكفي من العلماء أن يقولوا هو تشبه بالكفار وميوعة، ولا أعلم لماذا نرى الأدلة الطويلة العريضة للتدليل على حرمته؟ هل انتهى عمل الدعاة ولم يبق إلا الفالنتاين لنطارده؟ أو كما قال لي أحد البسطاء وهو يقرأ أحد النشرات التي وزعت (وقد تلونت باللون الأحمر والورود): "وفي هذا اليوم يحرم التهادي ويحرم التهنئة ويحرم اللباس المخصص ويحرم .... ويحرم) فقال: "لماذا لا يقولون هو يوم عادي مثل باقي الأيام وانتهى". بعض النشرات أحس وكأنها تشرح للناس كيفية تخصيب اليورانيوم.
إذا كانت هذه الحملة الإعلامية موجهة لأبناء الإسلام الملتزمين، فهي في غير مكانها، فهم على الأغلب منتبهين لحرمتها أو على الأقل يترفعون عنها، وكان يكفي بالإشارة العابرة وتذكير بسيط، وإذا كانت موجهة لغير الملتزمين فهي أيضاً لم تحسن الاختيار، فغير الملتزم لا يهمه رأي الشرع، وإذا قلت له هذا حرام سيقول لك (so what)، إذن الأحرى والأجدر بالدعاة أن يوجهوا خطابهم لاستقطاب هؤلاء الناس إلى المساجد وتعليمهم الالتزام الديني أولاً، وبعدها يأتي تحريم عيد الحب بشكل تلقائي وتحصيل حاصل.
أحياناً كثيرة يوسوس الشيطان لي ويقول هؤلاء القوم يغارون من المحتفلين بعيد الحب، ويريدون ذريعة ليشاركوا بطريقتهم، ولا أعلم حقيقة لما الاهتمام المبالغ به، ولماذا تبدد الجهود والطاقات لمخاطبة أبناء المنتديات الاسلامية ورواد المساجد وإقناعهم بحرمة هذا العيد، ما الحكمة؟ هنالك جماعات دينية لا تجرؤ على التدخل في السياسة فتلهي نفسها في سفاسف الأمور، لكن يمكنها الابتعاد عن السياسة ودعوة الناس دون الانحدار لهذه القصص والصغائر.
لو كان عيد الحب من الأمور التي التبس حكمها على الشباب المسلم لقلنا وجب شرحها، مثلما هو الحال مع الربح الهرمي وشركات كويست وبزناس، التي انتشرت في بعض المجتمعات الإسلامية، وخلط الحلال والحرام، بحيث كان صعباً على الكثير تمييز الحرمة فيها وأنها تشتمل على غرر وأكل لأموال الناس بالباطل، لكان ضرورياً وقتها توجيه حملة إعلامية لتوضيح الحرمة الكامنة فيها، وتبيان وجوه الحرمة، لكن عندما نأت لقضية تكاد تكون من البديهيات فيجب أن نقف ونتساءل، ويجب أن نلفت الانتباه إلى ضرورة الانشغال بما هو أكثر أهمية فالأقل ثم الأقل. وهناك الكثر من الأولويات المقدمة على عيد الحب أو الفالنتاين (كما يسميه الخواجات).
هنالك طوفان من النشرات والمواعظ والتذكير بحرمة هذا العيد، لم استفد من الابتعاد عن البيئة الغربية، وكأنني أعيش أجواء فالنتاين لكن بنكهة إسلامية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق