وفقًا للإعلام الصهيوني ستبحث حكومة الاحتلال يوم غد سبل دعم السلطة وتقديم تسهيلات لها لمنعها من الانهيار.
بسبب التعقيدات الداخلية في حكومة الاحتلال لا اعتقد أنها ستقدم شيئًا حقيقيًا للسلطة فقط وعود جوفاء مثل الـ4G.
ومهما قدموا من دعم فمشكلة السلطة الأكبر هي تآكلها من الداخل وعناصر فتح يتخلون عنها، فعجزها عن السيطرة على جنين لأنها لم تعد تسيطر على فتح هناك.
هنالك إدراك في دولة الاحتلال عمق الأزمة التي تعاني منها السلطة والتي تفاقمت بعد معركة جنين، وفي تقديري أن أحد أسباب إنهاء العدوان بسرعة هو خوفهم من انهيار السلطة، والآن يبحثون سبلًا أخرى للحفاظ عليها بالتوازي مع بحثهم عن طرق جديدة للقضاء على المقاومة.
هناك تعليق واحد:
أي نظام استعماري لا يرى في غيره إلا مسوخا وهمجا وأغيارا وعبيدا، فيسعى لتقويض السلطات والأنظمة جميعها وتفكيكها، وتحويل الشعوب إلى قبائل متناحرة بعيدا عنه، ومستعينة به أو بحلفائه. وحكومات الاحتلال كانت تخشى أي انهيار مفاجئ لأي سلطة في فلسطين أو أي نظام في المنطقة، خوفا من المجهول، لكنها تظن الآن أنها أمسكت بزمام الأمور وأصبحت قادرة على لجم جميع الشعوب والأنظمة والمنظمات الدولية.
لكن من ينقذ السلطة هم معارضوها. فكم مرة شاركوا فيها وحاولوا المشاركة فيها؟ وكم مرة انقادوا إلى اجتماعاتها ومفاوضاتها العبثية للتصالح معها وإلى التنازل لأجل وحدة وطنية مزعومة في ظلها؟
هذا الإنقاذ المباشر، وهناك الإنقاذ غير المباشر بجعل الخصومة شخصية وحزبية وصراع مصالح لا خلافا أساسيا وجوهريا على المبادئ، وذلك بتمجيد أشباه السلطة. من يعارض التعاون مع الاحتلال فعلا لا يصادق من يفعل ذلك، ولا يفرح بفوزه في انتخابات، ولا يهنئه، ولا يحتضن قادة التطبيع وسفراءه. ومن يعارض التنازل عن الأراضي المحتلة عام 1948 لا يمدح ياسر عرفات ومروان البرغوثي ولا يتصالح مع محمد دحلان، ولا يمدح الموافقين على المبادرة العربية. ومن يعارض قمع المعارضة لا يتعاون مع أنظمة تمارس القتل والتعذيب.
إرسال تعليق