الاثنين، 28 أغسطس 2017

داعشي وضابط في الموساد الصهيوني


تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا خبرًا عن اعتقال ما قيل أنه قيادي داعشي في ليبيا، وتبين أنه ضابط موساد صهيوني يهودي، وهي قصة ركيكة بلا مصدر وأجزم أنها بلا أساس من الصحة.

اليوم سأعرفكم على شخصية داعشية حقيقية وضابط صهيوني في الموساد ومجرم حرب بكل معنى الكلمة، ولن استخدم "معلومات سرية مسربة" كما تفعل صحافة التأليف والفبركة، بل ساستخدم معلومات معروفة للجميع لكن لا تسلط عليها الأضواء.

هو لم ينتمي لتنظيم داعش لكن قام بنفس أفعالها: ساهم بقتل بعض البريطانيين وآلاف الفلسطينيين، وارتكب جرائم وحشية وإجرامية، ولم يقتل صهيونيًا واحدًا، وحمل فكرًا عدوانيًا إجراميًا عنصريًا.

وهو لم يعمل بتخفٍ أو ساتر بل كانت كل جرائمه علنية ويتفاخر بها.

إنه يتسحاق شامير (1915م – 2012م) رئيس الوزراء الصهيوني بين عامي 1983م و1984م وبين عامي 1986م و1992م، وأحد أبرز قادة حزب الليكود الصهيوني.

ولد شامير في ما تعرف اليوم بروسيا البيضاء، وهاجر إلى فلسطين وانضم لتنظيم الإرغون الإرهابي، ثم انضم لتنظيم الليحي الإرهابي (المنشق عن الإرغون).


تبنى تنظيم الليحي في بداياته أفكارًا فاشية متأثرًا بهتلر والفكر الفاشي الأوروبي، إلا أنه ابتعد عنها بعد قيام هتلر باضطهاد اليهود، لكنه لم يبتعد عن العنصرية والعدوانية ضد العرب والفلسطينيين.

كان شامير أحد قادة الليحي وأشرف وشارك باغتيالات ضد جنود وقادة بريطانيون، حيث كان التنظيم يتهم الاحتلال البريطاني بأنه يعرقل المشروع الصهيوني.


ومن أبرز الذين قام شامير وجماعة الليحي الإرهابية باغتيالهم اللورد موين وزير المستعمرات البريطاني، والكونت برنادوت الوسيط الدولي الذي حاول إنهاء حرب عام 1948م بحجة أنه كان منحازًا للعرب.

كما شاركت جماعة الليحي مع الإرغون بارتكاب عددًا من أبشع المجازر ضد الفلسطينيين في حرب عام 1948م وأبرزها مجزرة دير ياسين وحصار مدينة يافا وارتكاب الفظائع أثناء حصارها واحتلالها لاحقًا، فقتلوا النساء والأطفال واستخدموا السكاكين والفؤوس في أعمال القتل، بالإضافة لإطلاق النار والتفجيرات التي استهدفت المدنيين.

عمل شامير لاحقًا في جهاز الموساد بين عامي 1955م و1965م وكان مسؤولًا عن تنظيم عدة اغتيالات ومن بينها استهداف علماء ألمان عملوا في مشاريع انتاج الصواريخ في مصر.

وأصبح لاحقًا رئيسًا للوزراء مع بداية الانتفاضة الأولى، وبعد هزيمته أمام رابين في الانتخابات استقال من رئاسة حزبه، ثم هاجم نتنياهو لأنه لم يكن "حازمًا" بما فيه الكفاية مع الفلسطينيين ودعم انشقاق حزب حيروت عن الليكود، وانضم هذا الحزب لاحقًا لحزب البيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين الأكثر تطرفًا وحقدًا في الكيان.

لم يصفه أحد بالدعشنة ولا الإرهاب، ولم يتكلم أحد عن ملاحقته أو ضرورة محاربته، بل حرص العرب على التفاوض معه في مدريد عام 1991م، وبعد خروجه من رئاسة الوزراء اعترف للإعلام أنه كان ينوي التفاوض لعشرين عامًا ثم لا يوقع على أي شيء.


يحمل الكثير من القادة الصهاينة اليوم أفكارًا مشابهة لهذا المجرم، وإن لم تتح لهم الفرصة ليرتكبوا جرائمًا بمثل هذا التنوع والاتساع، وهم أجدر بالملاحقة والمحاربة من الاهتمام بأخبار مشكوك في صحتها.

ليست هناك تعليقات: