من المآخذ على الخطاب الدعوي الإسلامي
المعاصر (بكافة تياراته) أنه يكاد ينحصر في جانبين:
1- الدعوة للالتزام بالشعائر التعبدية، مثل الصلاة والصوم والحج وقراءة القرآن.
2- الدعوة للالتزام بالأخلاق المتعلق بالجانب الجنسي، مثل الحجاب وعدم الاختلاط وعدم مشاهدة الأفلام الهابطة.
وربما أضاف ما يطلق عليهم الدعاة الجدد
بعض القضايا مثل التسامح مع الآخر أو الإيجابية في الحياة (وغيرها من عناوين
التنمية البشرية)، لكن يؤخذ عليهم (وخاصة بعد الثورات العربية) إنطلاقهم من أجندات
الأنظمة الحاكمة وليس من حاجات المجتمع.
وهكذا بقيت مساحة واسعة جدًا من الإسلام
مهمشة (بغير قصد) ومنها أخلاقيات التعامل الاجتماعي، فنجد المسلمين (إلا ما رحم
ربي) علمانيين في هذا الجانب، يصلون ويصومون ويلبسون الزي الإسلامي لكن لا يجدون
حرجًا من أكل أموال الآخرين بالباطل.
الشهيدان قصي أبو الرب وأحمد عامر رغم
عمرهما القصير، إلا أنهما سنا سنة حسنة بكتابة ما عليهما من ديون حتى تدفع
لأصحابها في وصيتهما، في تذكير لنا لأهمية أداء حقوق العباد ومساواتها بحق الجهاد
والشهادة.
إن لم نكن سنتبع الشهيدين في طريق الشهادة
فعلى الأقل نتبعهما في أداء الحقوق لأصحابها، لأنه بكل أسف قد لاحظت أن مجتمعاتنا
تشجع أكل الأموال بالحرام، مثل المماطلة بدفع الديون وإذلال صاحب الحق وكأنه
يتسوله، وتعتبره شطارة وذكاء، ورغم المخالفة الواضح للشرع إلا أن قلة من الدعاة من
يتطرق لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق