القصة التي سأرويها تعود إلى عام 2004م
تقريبًا، وذلك قبل ظهور داعش بسنوات وقبل بروز اسم الزرقاوي والطوام التي أتى بها،
وهي عن أسرى كانوا يحملون فكر القاعدة، قاعدة أسامة بن لادن والظواهري .
لم يكن لحد زمن قريب أي وجود لخلايا تابعة
للقاعدة في فلسطين، لكن كان هنالك وجود لبضع أفراد يحملون فكر القاعدة في سجون
الاحتلال، بعضهم كانوا يعتقلون في الأردن ويسلمهم النظام الأردني للاحتلال،
وأغلبهم كانوا يعملون مع تنظيمات (تحديدًا حماس والجهاد) بشكل شخصي لكن يحملون فكر
القاعدة.
الذي حصل في سجن بئر السبع في ذلك العام
أن أسرى حماس اكتشفوا مجموعة للقاعدة تعيش بينهم، لكن ما المشكلة؟
نتكلم عن 3 أو 4 أشخاص كانوا يحملون فكر
القاعدة وعاشوا مع أسرى حماس في سجن بئر السبع، بدأوا بتجنيد أسرى آخرين لفكر
القاعدة، وكانوا يختارون الأسرى صغار السن ومحدودي الثقافة من البسطاء.
وكان مدخلهم أننا إخوة ولا فرق بين حماس
والقاعدة، وكلنا نعمل من أجل هدف واحد لكن يختلف الأسلوب والطريقة، وبعد التقرب
إليهم يبدأ التحريض على حماس: لماذا لا تطبق الشريعة، ولماذا لا تحارب أمريكا،
ولماذا ولماذا.
استطاعوا تجنيد حوالي 4 بهذه الطريقة قبل
أن يكتشفوا، وهنا مربط الفرس، فقد كانوا يعدون مجلة يقومون بكتابتها على دفاتر
ويتداولونها فيما بينهم، وكونهم يعيشون في غرف مختلفة بالسجن، فكانوا يطلبون من
الأسرى المختصين بنقل الطعام بين الغرف (ويطلق عليهم المردوانية) مساعدتهم في
تهريب المجلة من غرفة إلى أخرى.
تم اكتشافهم عن طريق الصدفة عندما كان
هنالك مداهمة للسجانين للقسم، وكانت المجلة مع أحد المرداونية فقرر الإطلاع على
مضمونها بحيث لو كانت دعوية وروحانية يبقيها معه وإن كانت تتكلم عن المقاومة وما شابه
يقوم بإخفائها.
وهنا كانت الصدمة فالمجلة من أولها إلى
آخرها تكفير لحماس وتكفير للإخوان المسلمين؛ يؤمنون بالديموقراطية الكافرة ولا يحكمون
الشريعة، وتنظيم يؤمن بالوطنية الوثنية، وكل الكلام الذي يردده دواعش اليوم علنًا.
وكان بعدها هنالك تحقيق داخلي حول
المجموعة وكيف قاموا بتجنيد غيرهم، وإجراءات تنظيمية لكن الشاهد بالقصة:
أولًا: ما نراه
من داعش ليس استثناءً بل هو استمرار لفكر منحرف كل همه تكفير أبناء الحركات
الإسلامية وبث الفتنة في الصف الإسلامي.
ثانيًا: كل
التنظيمات يوجد بها تعصب وانحياز للمواقف وانتقاد لغيرها من التنظيمات، لكن من هذه
القصة، وأيضًا من متابعة تصرفات أنصار القاعدة وداعش على الانترنت، نجد أن هدفهم
الأوحد والوحيد هو مهاجمة التيارات الإسلامية وبالأخص الناجحة منها مثل حماس
والإخوان المسلمين وجيش الإسلام وغيرها.
غيرهم يعمل من أجل قضية معينة 80% أو 90% من وقتهم، والبقية يخصصها للتعصب والمناكفات الحزبية، أما المناهجة من أنصار القاعدة وداعش فيخصصون 99% من وقتهم للمناكفات والفتنة وشق الصف.
غيرهم يعمل من أجل قضية معينة 80% أو 90% من وقتهم، والبقية يخصصها للتعصب والمناكفات الحزبية، أما المناهجة من أنصار القاعدة وداعش فيخصصون 99% من وقتهم للمناكفات والفتنة وشق الصف.
ثالثًا: ثقافة
التخوين وشق الصفوف أثقلت كاهل الحركات الإسلامية في كافة الدول العربية في
العامين الأخيرين.
والمشكلة أن هنالك من يعتقد أن الموضوع
مجرد اختلافات في وجهات النظر.
هنالك من يخرق السفينة والرد برأيهم يكون بكل برود عندما نصل الميناء سنحاسبهم أو هم يخرقونها لأن لديهم اجتهاد، أي ميناء سنصله وأي خرق تحتمله السفينة؟
هنالك من يخرق السفينة والرد برأيهم يكون بكل برود عندما نصل الميناء سنحاسبهم أو هم يخرقونها لأن لديهم اجتهاد، أي ميناء سنصله وأي خرق تحتمله السفينة؟
رابعًا:
المناهجة بلا استثناء (قاعدة وداعش ومن لف لفيفهم) لا مشكة لديهم في الغدر بغيرهم
من الإسلاميين والمسلمين، حتى لو كان بينهم خبز وملح، وحتى لو كانوا إخوانهم في
الأسر، وحتى لو كان الآخرون يخدمونهم ويتعاملون معهم بروح الأخوة.
وذلك لأنهم يتعاملون معهم على أنهم كفار ومرتدون وأن الحرب خدعة وأن الرسول أباح الكذب في الحرب، وللأسف ينخدع بهم الكثيرون المرة تلو الأخرى، ويظنوهم لا يكذبون، بينما هم أهل الكذب والغدر.
وذلك لأنهم يتعاملون معهم على أنهم كفار ومرتدون وأن الحرب خدعة وأن الرسول أباح الكذب في الحرب، وللأسف ينخدع بهم الكثيرون المرة تلو الأخرى، ويظنوهم لا يكذبون، بينما هم أهل الكذب والغدر.
خامسًا: القاعدة
وداعش هما مشكلة للأنظمة والغرب لكنهما مشكلة أكبر وأعظم للحركات الإسلامية
والمجتمعات العربية، إن لم نبادر لوضع حد لهما فسنخسر الكثير بل سنخسر كل شيء.
والشهيد زهران علوش كان مدركًا بشكل جيد لهذه النقطة لكن للأسف أغلب الإسلاميون يدفنون رؤوسهم في الرمال، لمجرد أن داعش ملتحون وكأن اللحية تصبغ القداسة عليهم!
والشهيد زهران علوش كان مدركًا بشكل جيد لهذه النقطة لكن للأسف أغلب الإسلاميون يدفنون رؤوسهم في الرمال، لمجرد أن داعش ملتحون وكأن اللحية تصبغ القداسة عليهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق