الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

أهمية الصراع الداخلي في إسرائيل


يقول البعض أن لا فرق بينهم، لكن الموضوع ليس أن هذا أقل سوء من ذاك بل أن الصراع يقوض دولتهم ويضعفها بشكل كبير.

لنبدأ من إقالة غالانت الجنرال الخبير والمتمرس واستبداله بيسرائيل كاتس الذي لا يفقه شيئًا بأمور الجيش ومؤهله الوحيد أنه يسحج لنتنياهو.

تخيلوا معنويات الجنود وقادة الجيش عندما يأتي شخص لا يفقه شيئًا بالقضايا العسكرية ليعطيهم التعليمات.

إلا أن الوضع الداخلي لديهم أسوأ بكثير فالصراع بين التيارين يهدد بتفسخ دولة الاحتلال من الداخل.

التيار المعارض لنتنياهو هو الذي أسس المشروع الصهيوني وحمله على اكتافه وحكم إسرائيل منفردًا حتى العام 1977، أما الليكود فكان طوال الوقت مجرد حزب معارض على الهامش والصهيونية الدينية كانت على الهامش أيضًا لا وزن لها.

دخل حزب الليكود الحكومة أول مرة عام 1977 لكن بقيت مؤسسات الدولة بيد النخبة والدولة العميقة.

بدأ التحالف بين الليكود والصهيونية الدينية بعد اتفاقية أوسلو ليبدأ بعدها الصراع على السلطة مع اغتيال رابين عام 1995 ومنذ ذلك الحين يتوسع صراعهم الداخلي.

اليوم يسيطر التحالف الثلاثي (الليكود، الصهيونية الدينية، والحريديم) على الحكومة والكنيست والشرطة، وعينهم حاليًا على الجيش ويريدون عزل رئيسي الأركان والشاباك، ليبقى بعد ذلك أمامهم مؤسسة القضاء التي يخططون أيضًا للاستيلاء عليها.

النخب الصهيونية العلمانية التي تعارض نتنياهو تشعر اليوم بالاغتراب وأنها تقاتل الفلسطينيين واللبنانيين من جهة وتحالف نتنياهو الديني من الجهة الأخرى، واستمرار الأحداث بهذا المسار سيؤدي لهجرة قسم كبير من هذه النخب إلى خارج فلسطين أو الحياة على هامش المجتمع الصهيوني.

هذه النخب العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاقتصادية حملت المشروع الصهيوني على اكتافها منذ 107 أعوام (منذ وعد بلفور) تجد اليوم نفسها خارج اللعبة، وهي تمثل 30% إلى 40% من المجتمع الصهيوني.

في الغرب يميلون لدعم هذه النخب العلمانية ولا يحبون نتنياهو وحلفاءه لأنهم لا يحافظون على الطابع الغربي الليبرالي لدولة إسرائيل بل يريدون تحويلها لدولة دينية تحكم بالتوراة.

الغرب لغاية اليوم يدعم إسرائيل بكل قوة وينظر لنتنياهو وجماعته مثل الابن العاق، فالأم مهما غضبت من ابنها العاق يبقى ابنها وتبقى تحبه وتدافع عنه.

إلا أن التفسخ الداخلي في المجتمع الصهيوني من ناحية، وحرب الاستنزاف الدامية التي يشنها الفلسطينيون واللبنانيون وحلفائهم، ستجعل الغرب في المدى البعيد (10 أعوام على الأقل) يراجع حساباته وفي لحظة ما سيتخلى عن "مشروعه الخاسر" وسيتوقف عن دعمه عندما يقتنع أن هذه الدولة لا مستقبل لها.

ياسين عز الدين

ليست هناك تعليقات: