أعلن الاحتلال عن اعتقال أيمن فواغرة (27 عامًا) منفذ عملية طعن في مستوطنة إفرات في كانون أول عام 2016م، واللافت للنظر أن فواغرة اعتقل عام 2017م بتهمة أخرى وأمضى عامًا ونصف في السجن دون أن يعلم الاحتلال أنه منفذ عملية الطعن.
وفي حالة أخرى نجد الأسير عاصم البرغوثي نفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة جبعات أساف ببندقية خبأها منذ عام 2004م قبل اعتقاله الأول، ورغم دخوله التحقيق والسجن عدة مرات إلا أنه لم يعترف بوجودها.
وهنالك حالات أخرى لأسرى دخلوا التحقيق والسجن ولم يعترفوا بنشاطاتهم المقاومة، وإذا كانت هذه الأمثلة عن حالات كشفت في نهاية المطاف فمن المؤكد أن هنالك حالات لم تكشف، وللعلم هنالك بعض عمليات الطعن وإطلاق النار التي وقعت خلال انتفاضة القدس ما زال منفذوها غير معروفين، رغم كل جهود الاحتلال وإمكانياته.
من شبه المستحيل معرفة نسبة أولئك الأسرى الذين ينجحون في تضليل المحققين واقناعهم بأنهم لم ينخرطوا في المقاومة، ولو سألتم أي أسير هل اعترفت بكل شيء عند الاحتلال، فسيجيبكم نعم ولم أوفر شيئًا (من الجلدة للجلدة)، لأنه ليس مجنونًا ليصمد أمام التعذيب ثم يتبرع لك بالمعلومة مجانًا.
وفي المقابل هنالك أسرى كثيرون يعترفون ويقعون في حبال المحققين (وخصوصًا العصافير)، والبعض يتورط في الاعترافات ويورط غيره، وآخرون يحاولون حصر ما يقولونه بأقل الأضرار.
لا يمكننا تحديد نسبة أولئك الذين نجحوا بالحفاظ على أسرار للمقاومة (خاصة العسكرية)، إلا بحديث صريح منهم وهذا غير ممكن في الوضع الحالي، ربما بعد التحرير يقوم باحث بالتحري عن هذه النقطة من خلال حوارات صريحة مع أسرى محررين.
من خبرتي وإطلاعي يمكن القول بأن أولئك أقلية (ربما 5% أو 10% أو 30% الله أعلم) لكن ما يهمنا هنا أن الصمود وتضليل المحققين أمر ممكن وليس مستحيلًا.
هذا الكلام ضروري لأن الكثيرين يبنون تصورهم على الكلام الشائع بأن "الكل يعترف عند الاحتلال، والجميع يعترفون بكل شيء، ولا مجال لخداع الاحتلال أو تضليله وكل شيء مكشوف".
وبالتالي نجد حالات عديدة يدخلون التحقيق وهم مقتنعون أن المخابرات تعلم كل شيء، ولا جدوى من الإنكار أو إخفاء المعلومات عن المحققين.
من الضروري أن نثق بإمكانياتنا وأن عدونا مهما كان قويًا ولديه إمكانيات لكن بالإمكان تضليله وخداعه.
أدرك وجود جهل عند الكثير من الشباب بالعمل الأمني وأساليب التحقيق، وسمعت قصصًا محزنة كثيرة لخلايا ومجموعات اكتشفها الاحتلال بسبب أخطاء ساذجة وغبية وقع فيها بعض الأسرى، لكن هنالك قصص نجاح يجب تكرارها وهذا بحاجة لثلاثة عناصر رئيسية: الثقة بالنفس، والتوعية الأمنية، والتخطيط الجيد والكافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق