وضح مشعل عددًا من الأمور التي كانت مبهمة
وأهمها عدم الوصول إلى اتفاق مع بلير، وهذا متوقع لأن الاحتلال لن يقبل بالصيغة التي
تطرحها حماس، وربما هذا كان سبب خيبة الكثيرين الذين بنوا قصورًا في الهواء لأنهم صدقوا
تسريبات صحافة الاحتلال والسلطة عن هدنة طويلة الأمد.
كما أنه أوضح أن أي تهدئة ستكون فقط في غزة
المحاصرة وليس في الضفة المحتلة، وهذا هام جدًا لأن أي هدنة أو تهدئة بالضفة معناها
تكريس الاستيطان والاحتلال وضياع الضفة للأبد، والوضع الحالي على جموده وضعف مقاومته
أفضل من تكريس تهدئة تعطي الاحتلال كل ما يرغب.
وأهم ما في خطاب مشعل أنه تطرق لموضوع تقسيم
الأقصى، وطلبه من جميع أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم فلسطينيو الشتات التحرك من
أجله.
الكرة الآن في ملعب أبناء وأنصار حماس ليتحركوا
بناء على توجيهات قيادتهم من أجل أهم قضية تواجهنا اليوم، ولا عذر لهم.
حماس حركة شعبية تستمد قوتها من جماهيرها وليست
حزبًا بيروقراطيًا يتعامل بالأوامر المكتوبة، فاللبيب بالإشارة يفهم.
واتمنى من قادة باقي الفصائل أن يعطوا الأقصى
الاهتمام المماثل.
أما خيبة أمل البعض لعدم كلامه عن هدنة
ترفع الحصار عن غزة أو تصعيده اللهجة ضد السلطة، فالقائد الحقيقي هو الذي يقول لأنصاره
ما يجب أن يسمعوه لا ما يحبوا أن يسمعوه:
أولًا: تهدئة غزة
كان واضحًا بأنه لا يوجد شيء حقيقي، ولم يبع مشعل الأوهام حول إنفراج واتفاق قريب،
مثلما لم تلهث حماس وراء بلير طلبًا منه الرضا، محافظة على ثوابتها.
البعض لم يعجبه ذلك ويريد حلًا سحريًا لحصار
غزة ولو كان من خلال بيع المبادئ.
ثانيًا: قضية القدس
والأقصى، فبعد 8 سنوات من ضايع البوصلة، تأتي كلمته لتأكد على أهمية الالتفاف والعمل
من أجل القدس والأقصى.
البعض لم يعجبه ذلك لأنه يرى في الكلام عن
القدس والأقصى كلام فارغ وشعارات لا قيمة لها، مما يجعل تصحيح البوصلة واجبًا ليس فقط
على مشعل بل كافة قيادات الشعب الفلسطيني.
ثالثًا: المجلس الوطني،
رفض محاولة عباس تمرير ما يريده، وفي نفس الوقت لم يصعد ولم يهاجم ولم يرفع سقف المواجهة
مع فتح، وهو ما لم يعجب البعض الذين انتظروا وصلة ردح ضد السلطة ومحمود عباس.
وهذا الخطاب الهادئ في مكانه تمامًا لأن المطلوب
حشد الجهود ضد الاحتلال الصهيوني، وليس الدخول في دوامة صراعات جانبية مع حركة فتح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق