الأحد، 27 أبريل 2014

المصالحة: الاحتلال يضع النقاط على الحروف



طول الوقت كنا نقول أن الاحتلال هو من يمنع السلطة من المصالحة مع حماس، وأنه العائق الأكبر والحقيقي.
لكن الكثير كان يصر على أن صراع كراسي وطاولات.

اليوم بعد تهديدات الاحتلال بسبب المصالحة، صرنا نسمع النغمة الآتية:

شايفين يا حلوين اليهود ما بدهم مصالحة، خليكم ثابتين عليها.

الأمور ليست بهذه البساطة والسذاجة، والسلطة ستواجه ضغوطًا تتصاعد مع الأيام من أجل دفعها للتراجع عن المصالحة، وما لم يكن هنالك موقف جدي من فتح وموقف عربي وفلسطيني يساعدها على الخروج من الارتباط بالاحتلال فسوف تنتكس وترتكس.


المطلوب من فتح أن تقوي قلبها وأن تكون مستعدة لدفع الثمن.

والمطلوب من الدول العربية أن تقدم الدعم لفتح في مواجهة الاحتلال (وليس في مواجهة الشعب الفلسطيني).

والمطلوب من الشعوب العربية أن تضغط على حكوماتها لتقدم دعمًا فعليًا (وليس لفظيًا) للمصالحة، ولإفشال كل مخططات الحصار الأمريكية والصهيونية.

والمطلوب من حماس أن تلعب بذكاء، فالنقاط المفصلية في العلاقة مع السلطة هي ثلاث؛ المفاوضات والتنسيق الأمني وبرنامج المقاومة في الضفة، لذا عليها الآتي:

أولًا: أن لا تدخل في دوامة مهاترات وسجالات حول قضايا خارج هذه النقاط المفصلية.

ثانيًا: البدء من النقطة الأقرب أي وقف المفاوضات مع الاحتلال، فهي متوقفة أصلًا والاحتلال موقفه لا يشجع السلطة على العودة، يجب أن تحول حماس هذا الوقف المؤقت للمفاوضات إلى وقف دائم.

ولعل في تصريح فوزي برهوم يوم أمس بأن حماس لم ولن تعطي لأحد أي غطاء للمفاوضات، وغيرها من التصريحات لقادة من حماس والتي تؤكد على خيار المقاومة ورفض المفاوضات، يشير إلى انتباه حماس لهذه النقطة.

ثالثًا: برنامج المقاومة في الضفة يجب مواصلته وتصعيده بدون انتظار فتح ولا انتظار موافقة السلطة.

رابعًا: ترك ملف التنسيق الأمني إلى الأخير، لكن! لا يعني هذا القبول به، إنما المقصود أن لا يوضع على رأس الأجندة حاليًا، ويكتفى بالتصريح الرافض له، وبتشجيع أبناء الضفة على عدم الخضوع للاستدعاءات أو تهديدات الأجهزة الأمنية.

ليست هناك تعليقات: