المثل الشعبي يقول: يا داخل بين البصلة وقشرتها ما بنوبك إلا ريحتها.
وهذا هو حالنا مع الهولوكوست، فالمتهم بارتكابها هو الغرب وتحديدًا ألمانيا
النازية، والنازية تعتبر العرب في مرتبة أدنى من اليهود والحيوانات (كما يقال).
لكن الكثير من العرب والمسلمين ينبرون لإثبات أن المحرقة (الهولوكوست) لم
تقع وأنها كذبة، طيب واحنا مالنا؟ ولا أتكلم عن البحث الأكاديمي فيها بل عن النقاش
السياسي.
ووصل الأمر بأحمدي نجاد أن ينظم مؤتمرًا للتشكيك بالهولوكوست وكأن نصرة فلسطين
لا تتم إلا من هذه الطريق!!
ومحمود عباس تملق الصهاينة بإدانة الهولوكوست وهو تصرف ممجوج لكن لا أرها
جريمة (مقارنة مع باقي جرائمه).
لكن ما أعجبني هو رد موسى أبو مرزوق اليوم على فضائية الأقصى والذي يجب أن
يكون جوابًا نموذجيًا لكل من تطرح قضية الهولوكوست أمامه.
فقد انتقد كلام عباس عن المحرقة، وقال "ما دخل الفلسطينيين بالمحرقة
(حتى يدينها)؟ ونحن نأمل ان لا يقع الفلسطينيون في محارق جديدة مثلما وقعوا (أي اليهود)
في محارق بالغرب".
وللعلم فتشبيه ما يقوم به الاحتلال من جرائم في فلسطين بالهولوكوست يغيظ الصهاينة
أكثر من إنكار المحرقة، لأنه يعريهم ويكشفهم على حقيقتهم، أما إنكار المحرقة فهي تستدر
العطف لهم.