قافلة الأنصار خرجت من الأردن صوب مصر من أجل عبور الحدود التي قيل أنها مفتوحة بين رفح المصرية ورفح الغزية من أجل الوصول إلى أهل قطاع غزة والتضامن مع أهله، وإيصال مساعدات شعبية أردنية، لكن عند ميناء نويبع كانت ومثل مرات سبقت عراقيل من النظام المصري، فالمساعدات إلى غزة لا تستقبل إلا في العريش (قرار سيادي فقط لا غير)، وبعد أخذ ورد أعيدت القافلة إلى ميناء العقبة، حيث انتظرت لعدة أيام وتواصلت مع الخارجية الأردنية والقنصلية المصرية في العقبة والشركة المسؤولة عن النقل بين العقبة ونويبع دون فائدة.
في نهاية المطاف اضطر القائمون على القافلة العودة دون بلوغ الهدف المنشود، بعد أن وقف "النظام المصري الشقيق" عقبة كأداء أمام القافلة، وفي اصرار عجيب رفض دخولها، وهي ليست أول مرة بل ثاني أو ثالث مرة يمنع النظام المصري وفوداً شعبية من الأردن دخول غزة. وكل مرة بموجب قرارات سيادية عليا.
والسؤال لماذا لم تستطع وزارة الخارجية الأردنية مساعدة القافلة؟ لماذا لم تتوسط لها؟ أليست معنية بمساعدة أهل غزة؟ ألم يحصل توتر ديبلوماسي بعد إهانة مواطنيها وأعضاء وقيادات نقابات الأردن المهنية؟ أم أنه لا اعتبار لهم ولا لكرامتهم؟ أين شعار الأردن أولاً ومواطنوا الأردن يمنعون بشكل مهين من دخول بلد شقيق فيما الصهاينة يلعبون ويمرحون فيه.
قبل شهر خرجت قافلة مساعدات برية من الجزائر نحو غزة، مروراً بالشقيق المصري طبعاً، وقامت الخارجية الجزائرية بالتنسيق لهذه القافلة مع السلطات المصرية، ودخلت الأراضي المصرية ولقيت عراقيل ومضايقات من السلطات المصرية الحريصة على اذلال كل من يمر ذاهباً لمناصرة أهل غزة المحاصرين، وعند معبر رفح حاولوا تعطيل مرور القافلة وقالوا سنسمح لبعض أعضاء القافلة وليس كلهم بالمرور وبدون المساعدات، وبعد أخذ ورد واصرار وعناد من أعضاء القافلة دخلت كاملة أعضاءً ومساعدات، وكان من الطبيعي أن تمر فهنالك اتفاق مع الخارجية الجزائرية بمرورها كما هي، وما كان من السلطات المصرية مجرد مناورة.
السؤال الذي يطرح نفسه من علاقته أقوى بالحكومة المصرية: الحكومة الجزائرية (وكلنا يعرف التوتر الذي حصل على خلفية مباراة كرة القدم) أم الحكومة الأردنية شريكة النظام المصري بمحور الاعتدال؟ لماذا لم تنسق الخارجية الأردنية للقافلة؟ أم أنها ليست معنية بمرورها من الأصل؟ وليس مستبعداً أنها هي من طلبت من السلطات المصرية وضع العراقيل أمام القافلة.
فالنظام الأردني يريد أن يبقي التضامن مع قضايا الأمة في إطار الكلام والمناشدات والخطابات، ولا يريد أن يرتفع سقف القوى الحية في الأردن عن ذلك، وحتى لا يظهر بمظهر المعادي لإرادة الشعب فإنه ترك مهمة معاداة الشعب الأردني للنظام المصري، في لعبة توزيع الأدوار المعهودة.
والسؤال لقوى المقاومة والقوى الشريفة في الأردن ألم يأن الأوان ليكون لكم موقف حاسم وحازم من هذا النظام الذي يريد تكبيل أيديكم والمتواطئ جهاراً نهاراً مع الكيان الصهيوني؟ أعلم أنكم لا تريدون خوض معارك جانبية تلهيكم عن معركتكم الأساسية مع الكيان الصهيوني، لكن حتى تحوزوا شرف مقارعة العدو الصهيوني يجب أن تنتزعوا حقكم بمقارعته ومقاومته انتزاعاً رغماً عن المتآمرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق