نتكلم كثيرًا عن ضم الضفة والخطر الذي يواجه أهلها، فهل هذا الخطر حقيقي؟ وكيف يمكن إفشاله؟
هو حقيقي بدليل: إعلان وزير الدفاع وقف الاعتقال الإداري للمستوطنين؛ أي السماح لهم بالاعتداء على الفلسطينيين دون قيود، وإعلان قادة الاحتلال عن نية ضم الضفة، والممارسات اليومية التي يراها أهل الضفة من مئات الحواجز، وتزايد اعتداءات المستوطنين، وازدياد الاستيطان، وازدياد هدم المنازل فعلى سبيل المثال هدم الاحتلال هذا العام 1471 بيت ومنشأة في الضفة والقدس مقابل 630 في عام 2019، والعام الحالي لم ينتهي بعد.
ما هو الحل؟ بداية التحرك اليوم يضمن فشل كل مخططات الاحتلال وجعلها هباءً منثورًا ولا تصدقوا كلام المثبطين أن أهل الضفة لن ينجحوا وأنه لا إمكانيات لديهم، من يقول ذلك إما عميل أو سطحي ساذج، أما إن تأخر التحرك فستكون العواقب وخيمة جدًا.
لا توجد حلول سحرية إنما هو عمل يومي وإنجازات صغيرة تتراكم لتنتهي بكسر مشروع الاحتلال، وألخصها بالآتي:
1- زيادة مستوى المقاومة حتى لو كان حجرًا يلقى في الشوارع الالتفافية أو عبوات مزيفة تستنزف جهود أجهزتهم الأمنية، وهذا أساس إفشال مشاريع الاحتلال وذلك من ناحيتين: بدلًا من أن يفكروا بتوسيع الاستيطان وزيادة اعتداءاتهم فأنت تشغلهم في الدفاع عن أنفسهم، والناحية الأخرى أن هذه الأفعال تخفف الضغط على غزة ولبنان (ولو قليلًا) بالتالي تضمن انتصارنا جميعًا.
طبعًا على المدى القصير فإن تصعيد المقاومة سيكون له ثمن لكن مهما كان فادحًا سيبقى أقل من الثمن الذي سندفع لو نجح الاحتلال بتنفيذ مخططاته لتدمير شعبنا وتهجيره.
2- زيادة الضغط على السلطة وتحديدًا أجهزتها الأمنية، والضغط يجب أن يكون سياسيًا من قيادات الفصائل الفلسطينية وشعبية من جماهير شعبنا، لأنه لا توجد نية للسلطة أن تخرج عن طاعة الاحتلال.
التصعيد يبدأ بالانتقادات في الإعلام ووسائل التواصل ولا ينتهي عند المقاطعة الاجتماعية لعناصر الأجهزة وانتقادهم بشكل شخصي، وصولًا لمنع اعتقال الشباب المقاوم.
3- تشكيل لجان شعبية في كافة المناطق للتصدي لاعتداءات المستوطنين.
4- تعزيز مناعة مجتمعنا، مثل أن تكون لدى البلديات مخططات لاستمرار توصيل الخدمات، وشراء مولدات الكهرباء والطاقة الشمسية، وحفر آبار لجمع مياه الأمطار، ربما لا تحتاجونها اليوم لكن عندما تحتاجونها لن يكون لكم الوقت لتجهيزها، فابدأوا من اليوم.
5- الحرص على التواجد في المناطق ج بأي مبرر كان، لا تسمحوا للاحتلال بإخافتكم وحشركم في مناطق السلطة، تنقلوا بين المناطق وزوروا أراضيكم وحافظوا عليها، الأمر ربما تكون فيه مخاطرة أحيانًا (وليس دائمًا) لكنها ضرورة حتى يفشل مخطط الضم.
وأيضًا يجب على النشطاء والمجموعات الشبابية دعم صمود سكان المنطقة ج ومزارعيها ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم.
6- الحفاظ على معنويات عالية وتعبئة الناس والأجيال الجديدة في المدارس والجامعات وزرع في نفوسهم أنهم قادرون على مواجهة الاحتلال وإفشالهم، يجب أن تكون قناعة مزروعة في نفس كل مواطن.
كلها أمور بسيطة وبديهية كما لاحظتم لكن المهم أن يلتزم بها الجميع وكلما توسع نطاق الالتزام بها تراكمت الإنجازات وصولًا لاجهاض كل مخططات الاحتلال كما فعل شعبنا مرارًا.
ياسين عز الدين
شباب من أجل فلسطين
شباب من أجل فلسطين تحاول أن تستثير همة الشباب وتتفاعل مع أفكارهم، فأي فكرة مهما كانت بسيطة نحتاجها ما دامت تخدم القضية الفلسطينية.
السبت، 23 نوفمبر 2024
كيف التصدي لهجمة الاحتلال على الضفة؟
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
حملة وزارة الداخلية في غزة على قطاع الطرق
بدأت وزارة الداخلية في قطاع غزة بحملة أمنية تستهدف قطاع الطرق واللصوص الذين ينهبون شاحنات المساعدات.
وفقًا لفضائية الأقصى قتل أكثر من 20 من عصابات النهب وقطاع الطرق خلال الحملة اليوم في جنوب قطاع غزة.
في الأيام الماضية كان هنالك تصدٍ لهذه العصابات، وإعدامات ميدانية لبعض عناصرها في رفح.
برزت هذه العصابات تحت رعاية جيش الاحتلال، الذي يحرص على ضرب الشرطة الفلسطينية ولجان الحماية العشائرية وأي جهة تحاول حماية قوافل الإغاثة، بل رفض الجيش طلب منظمات الأمم المتحدة لأي شكل من أشكال الحماية لها، وقبل أيام استشهد 11 من لجان الحماية بقصف لقوات الاحتلال.
أعمال النهب والسرقة وصلت حدًا أدى لرفع أسعار المواد وانقطاعها رغم دخول الشاحنات.
الاحتلال يتعمد حصول ذلك حتى يضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة ويجبرها على الاستسلام، فما يحصل ليس عبثًا ولا صدفة.
تظهر مثل هذه العصابات في مناطق الحروب بكل العالم، وتقوم دول الاحتلال بالاستعانة بها فأعضاءها ومسؤوليها الفاقدون لأي حس أخلاقي أو وطني هم أرضية خصبة للعمالة للاحتلال، وهذا ديدنهم في كل الدول والمناطق التي تعرضت للاحتلال الأجنبي.
لهذا كان لزامًا ضربهم بيد من حديد لأنهم يسرقون، ويروعون الناس وينشرون الرعب، ويتسببون بتصاعد المجاعة، ويخدمون الاحتلال بل الكثير منهم يتعامل مباشرة مع الاحتلال.
وهي رسالة لكل من يفكر من الجماعات التعاون مستقبلًا مع الاحتلال تحت مسميات "اليوم التالي في غزة" وعلى رأسهم عملاء التنسيق الأمني الأوسلوي.
ياسين عز الدين
الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024
أهمية الصراع الداخلي في إسرائيل
يقول البعض أن لا فرق بينهم، لكن الموضوع ليس أن هذا أقل سوء من ذاك بل أن الصراع يقوض دولتهم ويضعفها بشكل كبير.
لنبدأ من إقالة غالانت الجنرال الخبير والمتمرس واستبداله بيسرائيل كاتس الذي لا يفقه شيئًا بأمور الجيش ومؤهله الوحيد أنه يسحج لنتنياهو.
تخيلوا معنويات الجنود وقادة الجيش عندما يأتي شخص لا يفقه شيئًا بالقضايا العسكرية ليعطيهم التعليمات.
إلا أن الوضع الداخلي لديهم أسوأ بكثير فالصراع بين التيارين يهدد بتفسخ دولة الاحتلال من الداخل.
التيار المعارض لنتنياهو هو الذي أسس المشروع الصهيوني وحمله على اكتافه وحكم إسرائيل منفردًا حتى العام 1977، أما الليكود فكان طوال الوقت مجرد حزب معارض على الهامش والصهيونية الدينية كانت على الهامش أيضًا لا وزن لها.
دخل حزب الليكود الحكومة أول مرة عام 1977 لكن بقيت مؤسسات الدولة بيد النخبة والدولة العميقة.
بدأ التحالف بين الليكود والصهيونية الدينية بعد اتفاقية أوسلو ليبدأ بعدها الصراع على السلطة مع اغتيال رابين عام 1995 ومنذ ذلك الحين يتوسع صراعهم الداخلي.
اليوم يسيطر التحالف الثلاثي (الليكود، الصهيونية الدينية، والحريديم) على الحكومة والكنيست والشرطة، وعينهم حاليًا على الجيش ويريدون عزل رئيسي الأركان والشاباك، ليبقى بعد ذلك أمامهم مؤسسة القضاء التي يخططون أيضًا للاستيلاء عليها.
النخب الصهيونية العلمانية التي تعارض نتنياهو تشعر اليوم بالاغتراب وأنها تقاتل الفلسطينيين واللبنانيين من جهة وتحالف نتنياهو الديني من الجهة الأخرى، واستمرار الأحداث بهذا المسار سيؤدي لهجرة قسم كبير من هذه النخب إلى خارج فلسطين أو الحياة على هامش المجتمع الصهيوني.
هذه النخب العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاقتصادية حملت المشروع الصهيوني على اكتافها منذ 107 أعوام (منذ وعد بلفور) تجد اليوم نفسها خارج اللعبة، وهي تمثل 30% إلى 40% من المجتمع الصهيوني.
في الغرب يميلون لدعم هذه النخب العلمانية ولا يحبون نتنياهو وحلفاءه لأنهم لا يحافظون على الطابع الغربي الليبرالي لدولة إسرائيل بل يريدون تحويلها لدولة دينية تحكم بالتوراة.
الغرب لغاية اليوم يدعم إسرائيل بكل قوة وينظر لنتنياهو وجماعته مثل الابن العاق، فالأم مهما غضبت من ابنها العاق يبقى ابنها وتبقى تحبه وتدافع عنه.
إلا أن التفسخ الداخلي في المجتمع الصهيوني من ناحية، وحرب الاستنزاف الدامية التي يشنها الفلسطينيون واللبنانيون وحلفائهم، ستجعل الغرب في المدى البعيد (10 أعوام على الأقل) يراجع حساباته وفي لحظة ما سيتخلى عن "مشروعه الخاسر" وسيتوقف عن دعمه عندما يقتنع أن هذه الدولة لا مستقبل لها.
ياسين عز الدين
الاثنين، 4 نوفمبر 2024
عصابات المستوطنين تحرق مركبات وشقق في مدينة البيرة
قامت عصابات المستوطنين بإحراق 18 سيارة فلسطينية وشقتين فجر اليوم في مدينة البيرة كما يظهر في الصورة.
تكلمنا سابقًا أنهم يهجرون الفلسطينيين من مناطق ج وسينتقلون بعدها لمناطق السلطة (أ + ب) واليوم نرى بدايات ذلك.
كل من يقول لك لا نريد مقاومة حتى لا نصبح مثل غزة يخدعكم ويورطكم في مصيبة أكبر، اليوم هنالك مجال للمواجهة والتصدي وحماية وجودكم على هذه الأرض وبالتأكيد سيكون لذلك ثمن لن يكون انتصارًا سهلًا أبدًا.
لكن استمرار الصمت والسكوت سيشجعهم على المزيد من التمادي وعند مرحلة معينة بعد سنوات قليلة سيفوت الأوان ولن ينفعكم أي تحرك وستجدون أنفسكم تحت مقصلة الإبادة الجماعية.
تداركوا أنفسكم اليوم فإن تحركتم لن تساهموا فقط بانتصار غزة ولبنان، بل ستحمون أيضًا مستقبل أولادكم من مصير مظلم جدًا.
ياسين عز الدين
الأحد، 3 نوفمبر 2024
قضية التسريبات من مكتب نتنياهو
آخر فضيحة في دولة الاحتلال اعتقال 4 من بينهم مستشار لنتنياهو بتهمة تسريب أخبار ووثائق مزورة للإعلام الأجنبي.
قبلها كان هنالك اعتقالات واسعة بتهمة التجسس لصالح إيران وتلك قضية مختلفة تمامًا.
فالاعتقالات هذه المرة لها علاقة بالصراعات الداخلية في دولة الاحتلال، فقام الشاباك باعتقال المقربين من نتنياهو بتهمة التسريب والإضرار بأمن إسرائيل.
هذه التسريبات التي كانت تتم بعلم نتنياهو هدفت لتعطيل مفاوضات الصفقة مع حماس، ورغم أنها معروفة منذ أشهر طويلة إلا أن الشاباك والجيش قررا الآن التحرك ضدها.
على ما يبدو المستهدف هو نتنياهو شخصيًا وربما محاولة للإطاحة به بالتعاون مع الأمريكان، لكن الأمور ليست بهذه البساطة وحلفاء نتنياهو لن يسمحوا بالمساس به، وعلى الأغلب لن ينجحوا بأكثر من إرباكه وإحراجه.
تخيلوا كل هذه الصراعات الداخلية غير المسبوقة في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل أخطر حروبها وأحرجها.
ياسين عز الدين